خلدت أسرة المقاومة بالمنطقة الشمالية، يوم الخميس، الذكرى 62 للزيارة التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس إلى مدينة طنجة في التاسع من أبريل 1947 والتي ميزت فترة الكفاح من أجل استقلال المملكة والدفاع عن وحدتها الترابية. وتم بفضاء مندوبية طنجة تنظيم حفل احتفاء بهذا الحدث البارز الذي يحمل دلالات عميقة ويكرم العمل البطولي لأب الأمة الذي تحدى القوات الاستعمارية مؤكدا إرادة المملكة في معانقة حريتها واستقلالها والحفاظ على وحدتها الترابية. وقد عمل أب الأمة من خلال "رحلة الوحدة" إلى طنجة، التي كانت آنذاك خاضعة للإدارة الدولية، على تجاهل الحدود الوهمية التي أقامتها القوات الاستعمارية بين شمال وجنوب المملكة وإعطاء الدليل الملموس على عمق ارتباط الشعب المغربي بقيمه المقدسة وتعبئته وراء العرش للدفاع عن سيادته المشروعة. وقد ميز الخطاب التاريخي لأب الأمة بمناسبة هذه الزيارة، مع مطالبته المهيبة بالاستقلال، مرحلة مصيرية في كفاح العرش والشعب للتحرر من الاستعمار واسترجاع المملكة لحقوقها غير القابلة للتنازل. وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، بهذه المناسبة، أن الاحتفال بهذا الحدث البارز ليس تقديرا للتضحيات التي بذلها ملك وشعب من أجل الاستقلال فحسب، لكنه أيضا مناسبة لاستحضار القيم النبيلة للوطنية بالنسبة للأجيال الشابة. وأضاف السيد الكثيري أن هذا الحدث البارز والمصيري في تاريخ المغرب يبقى دائما مصدرا لتحريك إرادة المغاربة لتجميع طاقاتهم في إطار مسلسل التنمية الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس. وذكر بأن الخطاب الذي ألقاه أب الأمة بمناسبة هذه الزيارة التاريخية أحبط مخططات القوات الاستعمارية باعتباره جدد التأكيد، في سياق حرج، على الروابط المتينة بين العرش والشعب وتمسك المملكة بسيادتها واستقلالها ووحدتها. وقد بث خطاب طنجة دينامية كبيرة في صفوف الحركة الوطنية التي انخرطت في ثورة الملك والشعب التي توجت بعد بضعة سنوات باسترجاع الحرية والعودة المضفرة من المنفى لجلالة المغفور له محمد الخامس ليعلن في خضم الفرحة الشعبية عن استقلال المملكة. وتميز حفل تخليد هذه الذكرى، الذي حضره والي الجهة وهيئة القضاء ومنتخبي المنطقة، بتكريم أسر قدماء المقاومين بالمنطقة، كما تم وضع باقات من الزهور أمام اللوحة التذكارية لزيارة تاسع أبريل المتواجدة بحدائق المندوبية. ويعتبر تخليد هذا الحدث مناسبة للالتقاء بأسر قدماء أعضاء حركة الكفاح من أجل الاستقلال لتكريم أسماء برزت بأعمالها البطولية، وكذا مناسبة لبحث الخدمات الاجتماعية التي تستفيد منها أسر قدماء المقاومين وتقديم هبات للبعض منهم. ومن أجل التعريف بهذه الصفحة المجيدة من تاريخ المغرب لدى الأجيال الشابة، تنظم المندوبية الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير سلسلة من الأنشطة الثقافية في الفضاءات المخصصة للشباب وداخل المدارس. وتهدف هذه المبادرة إلى ربط الجيل الصاعد بتاريخه وإشباعهم بالقيم النبيلة التي تنطوي عليها الأعمال البطولية والتضحيات التي قام بها الأسلاف.