في ثلاثة أجوبة له على أسئلة جريدة "الصباح" في عددها اليوم الثلاثاء، كشف البشير العبدلاوي، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة طنجة، تفاصيل لقائه بقياديين من البام خلال شهر رمضان الأبرك، مبرزا أن الحزب بالجهة منفتح على الجميع، داعيا في نفس الوقت كل الأطراف السياسية المحلية بمدينة البوغاز إلى الابتعاد عن منطق الصراع خدمة لمدينة طنجة ولساكنتها. إليكم نص الحوار كما أوردته "الصباح". - زرتم أحمد الدريسي، القيادي في حزب "البام" بطنجة، وعقدتم اجتماعا في بيته، بحضور عمدة المدينة، إلى درجة أن البعض اتهمكم بمبايعة هذا الحزب، نريد معرفة ما جرى؟ صحيح أنني زرت أحمد الإدريسي ببيته رفقة بعض أعضاء الحزب، وذلك تلبية لدعوته لنا لتناول وجبة الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، كما أنني استجبت أيضا لدعوات مماثلة من فاعلين سياسيين آخرين وبشكل خاص ببيت المسؤول الجهوي للتجمع الوطني للأحرار السيد محمد بوهريز. وكنا في السابق نسير على نفس السنة في التواصل مع المسؤولين السياسيين للأحزاب الرئيسية بالمدينة، ومن ضمنهم القيادي بالاتحاد الدستوري عبد الحميد أبرشان، ولو أنه كان حاضرا بالمدينة ودعانا لبيته لكنا تجاوبنا مع دعوته. كما أؤكد لكم أننا دأبنا على التواصل مع مختلف الأحزاب السياسية ومسؤوليها، واستجبنا في السابق لدعوات من قياديين بالحركة الشعبية، ولو دعانا قياديون حزبيون آخرون لما كنا سنمتنع عن التجاوب نظرا للنهج الذي سلكناه والمتعلق بالتواصل مع مختلف الفعاليات السياسية بالمدينة. - هل صحيح أنكم أعلنتم عن إبرام تنسيق أو تحالف مع البام من أجل تزكية فؤاد العماري لولاية ثانية؟ أؤكد لكم مرة أخرى أن علاقاتنا بجميع الفرقاء السياسيين علاقة طيبة يغلب عليها الاحترام والتعاون لما فيه مصلحة المدينة. والاختلاف مع خصومنا نصرفه بما يقتضيه منطق التعامل السياسي، وبما يسمح به القانون ومنطق التدافع السياسي. لذا فإن اللقاء الذي تم لم يخرج عن إطار المجاملة وإجابة الدعوة للإفطار في الشهر الفضيل، بعيدا عن جميع الحسابات السياسية التي حاولتم إثارتها في مقالاتكم السابقة. فحضورنا للإفطار خلال شهر رمضان المبارك يأتي في السياق التواصلي الذي ذكرته لك سابقا، ولم يكن من أجل أي نقاش سياسي أو أية مناقشة للتحالفات التي نعتبرها أمرا سابقا لأوانه ولا يمكننا الحديث عنه في الوقت الراهن. لذا فإني أؤكد لك مرة أخرى أننا لم نعقد أي تحالف كيفما كان، سواء على مستوى مدينة طنجة أو باقي مدن وجماعات الجهة، كما أؤكد لك بأننا منفتحون على الجميع في علاقاتنا ولا نضع أية خطوط حمراء، ونترك الحديث عن التنسيق أو التحالف لهيئات الحزب المختصة ولما بعد ظهور نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية المقبلة. فنحن منفتحون على الجميع في علاقاتنا السياسية، ومستعدون للتعاون مع الجميع لما فيه مصلحة جهتنا ومدننا وجماعاتنا القروية، وذلك وفق ما تقتضيه المصلحة العامة وعلى أساس توجيهات قيادة الحزب ومناضليه. أما فؤاد العماري وأحمد الادريسي فهما صديقان لنا قبل أن يكونا مسؤولين في حزبهما وفي رئاسة الجماعة الحضرية لطنجة، ومسألة التحالفات أو مناقشة التنسيق بخصوص منصب عمدة طنجة أمر سابق لأوانه، ومرتبط أساسا بنتائج كل حزب وطموحاته عقب الانتخابات المقبلة. وهنا نؤكد أن الحكومة الحالية تحرص على ضمان نزاهة الانتخابات وعلى عدم تكرار الأحداث التي أدت إلى تنصيب العمدة السابق سمير عبد المولى سنة 2009، وبعده العمدة الحالي فؤاد العماري سنة 2010، ولن يقبل حزب العدالة والتنمية أي رجوع للأساليب السابقة التي أضرت كثيرا بالمسار الديمقراطي ببلادنا، وهذا أمر يعرف إجماعا عليه بين مختلف الأحزاب السياسية. - أثارمشروع طنجة الكبرى جدلا كبيرا، وحاولت بعض الأطراف تسييسه لخدمة أجندتها، وتحدثت عن "ضبابية" تدبير الصفقات، ما رأي "البيجيدي" في هذه التجاذبات؟ نحن نعتبر بأن مشروع طنجة الكبرى مكسبا هاما للمدينة، فهو مشروع ضخم يجسد العناية الملكية بمدينة طنجة وبساكنتها، لذا يتعين إبعاد هذا المشروع عن التجاذبات السياسية وعن أية محاولة للاستغلال الانتخابي. فساكنة مدينة طنجة ومختلف زوارها معجبون بالمشاريع الضخمة التي تم إنجازها، والجميع يلاحظ بأن المدينة تغيرت إيجابيا بشكل كبير، والجميع يشهد بأن طنجة تتحول بشكل سريع لتصبح من أجمل مدن المملكة. ويتعين على الجماعة الحضرية لطنجة أن تقوم بواجبها وبإنجاز المشاريع الملقاة على عاتقها بالوجه الصحيح وبالسرعة المطلوبة، كي لا تتكر الأخطاء التي عرفتها سابقا عند إنجاز بعض الأوراش الكبرى والتي لم تنجز بالشكل المطلوب وعرفت إشكالات كبرى مثل سوق الجملة، أو بقيت حبرا على ورق مثل المركب التجاري لسوق كاساباراطا، أو بقيت عبارة عن بنايات لا حياة فيها مثل المركب الثقافي الذي لا نعلم بعد أسباب التأخر في استكمال بنائه. لذا لا نريد هنا إقحام مشروع طنجة الكبرى في الصراعات الانتخابية، بقدر ما نتمنى نجاح هذا البرنامج وحسن استفادة ساكنة المدينة من مشاريعه وأوراشه وبرامجه التنموية.