عرضت جمعية أريف للثقافة والتراث بالحسيمة، مساء السبت بدار الثقافة مولاي الحسن، مسرحية "ثازيري"، وذلك في إطار مشروع إنتاج وترويج الأعمال المسرحية برسم سنة 2019 بدعم من وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة. ويشخص أدوار مسرحية "ثازيري"، الكلمة التي تعني القمر بلهجة منطقة الريف، كل من الفنانين محمد المكنوزي وإكرام الحجازي وريحانة أجندوش وسليمان أكلطي وعدنان راشدي، ومن إعداد وإخراج محسن زروال، حيث جرى العرض بحضور أعضاء لجنة دعم الأعمال المسرحية. وتحكي المسرحية قصة فتاة قاصر وجدت نفسها محاصرة بين رغبتها في متابعة دراستها بالعاصمة رغم ظروفها القاهرة، وبين فكرة الزواج من رجل غني عاد لتوه من الخارج، رجل يكبرها بسنوات عدة، ما جعل الفتاة قمر تقع فريسة الحيرة بين خيارين صعبين، إما التضحية بمستقبلها وأحلامها وطموحاتها، أو التضحية بمستقبل والدها طريح الفراش. وحسب الورقة التقديمية لمسرحية "ثازيري"، فقد اختارت قمر، المختلفة عن كل الفتيات، والمتأثرة بأفكار أخيها "الروخو" الذي يؤمن بتحرر المرأة من التقاليد البالية واستقلالها المعرفي والاقتصادي، في آخر المطاف الخيار الأصعب، أي الرحيل. وأضافت أن قمر حكاية، تختصر تاريخ معاناة المرأة الريفية واضطهادها، إذ عبر مسار الحكاية، تتقاطع حكايات أخرى، حكاية بلكندوز، الرجل الستيني الذي هاجر يوما بحثا عن المال، وحين حقق مبتغاه، اكتشف أنه أضاع في طريقه كل شيء، حتى نفسه، وعاد ليبحث عن ذاته وعن ماضيه بزواج جديد يعيد به تأسيس ماض لم يعد ملكه اليوم. كما أن "ثازيري" هي حكاية علوش، الرجل الريفي الذي أحس بالغبن حين اكتشف أنه لا يلد وأنه محكوم بسلطة مجتمع فلاحي يرى الفحولة معيارا والأبناء دليلا، فتركبت لديه عقدة جعلته يتحول لخائن وذليل. وأخيرا، "ثازيري" هي حكاية منوش، المرأة الحسناء التي لم ينفعها جمالها ولم ينتج لها إلا مزيدا من الفقر رغم الحب. وخلصت الورقة التقديمية إلى أن مسرحية "ثازيري" هي إذن حكايات تتقاطع وتتشابك وتتناسل لتطل بنا على عالم مدينة تنفض عنها غبار الإهمال والنسيان، لترنو إلى مستقبل تخافه وتتوجسه، معتبرة أن حكاية قمر البطلة هي باختصار حكاية من وعن مدينة الحسيمة. وأوضحت رجاء حميد، رئيسة جمعية أريف للثقافة والتراث بالحسيمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الفرقة بصدد تقديم أزيد من ستة عروض في جولة تشمل كلا من الحسيمة والدار البيضاء وطنجة والناضور ومدن أخرى. وذكرت رجاء حميد بأن الجمعية أنتجت مجموعة من الأعمال المسرحية منذ تأسيسها سنة 2012 من قبيل مسرحية "اصمت إنهم قادمون"، برسم سنة 2012، و"الرحبة" سنة 2013 و "من أحرق الشمس" و"جروح" بالإضافة لمسرحية "الجربة". وكانت الجمعية قد نظمت مجموعة من الجولات المسرحية لفائدة مغاربة العالم بدعم من الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة وشركاء آخرين بكل من ألمانيا وهولندا عامي 2016 و 2019، كما دأبت على تنظيم مهرجان السنة الأمازيغية كل سنة بهولندا بالإضافة الى اشتغالها في مجال محو الامية والتربية غير النظامية والاهتمام بالتنمية الثقافية للشباب والمهاجرين من خلال عدة مشاريع تساهم في ادماجهم في المجتمع.