أدى الملك محمد السادس، اليوم، صلاة الجمعة بمسجد "محمد السادس" بمدينة المضيق. وذكر الخطيب ، في مستهل خطبتي الجمعة ، أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بعد أن لم يكن شيئا مذكورا وأنعم عليه بنعمة الإيجاد والإمداد وأكرمه بما سخره له في فضاء الكون العلوي من شمس وقمر ونجوم وليل ونهار وسحاب ومطر، وبما يسره له على ظهر الكوكب الأرضي من وسائل العيش الكريم ، من هواء وماء وزرع وغرس ونبات وأشجار وثمار وأنعام، وأمره باتخاذ الأسباب المطلوبة والوسائل المشروعة لنيل الطيبات من الرزق بالتحرك في الأرض والعمل فيها. وأضاف الخطيب أنه إذا كانت نعم الله على العباد وفيرة ومتنوعة فإن ذلك يقتضي من كل مسلم ومسلمة الاعتراف بها لله المنعم بها، ويستوجب الإكثار من حمده وشكره عليها، شكرا تكون به رعايتها وصيانتها ، مبرزا أن الشكر لله في تجلياته ومظاهره ثلاثة أنواع ،هي شكر بالقلب وشكر باللسان وشكر بالعمل الصالح. وأوضح أن شكر القلب يكون باعتقاده ويقينه أن كل نعمة ينعم بها المسلم، من صحة وعافية وعلم وذرية وجاه وحصول على الرزق والمال وغيرها، إنما هي فضل وعطاء من الله تعالى وأن العبد ليس له فيها إلا الكسب واتخاذ الأسباب المطلوبة والوسائل المشروعة لنيل هذه النعمة وإدراكها سواء كانت حسية أو معنوية. أما شكر اللسان، يضيف الخطيب، فيكون بذكر الله وبالحمد والشكر له على جميع النعم والثناء عليه، تسبيحا وتحميدا ودعاء واستغفارا وصلاة وتسليما على النبي الكريم ، في مختلف الأوقات والأحوال، في حين يكون النوع الثالث من الشكر، وهو الشكر العملي، بما يجب على المسلم القيام به من صالح العمل تجاه ربه، وبأداء ما فرض الله عليه من العبادات من صلاة وزكاة وصيام وحج، وكذا من واجبات حقوق الوالدين والأهل والأقارب وذوي الأرحام والإخلاص والنصح في العمل الذي يقوم به المرء ويكسب به رزقه في الحياة واجتناب المحرمات. وأبرز الخطيب أن الشكر العملي يكون كذلك بما دعا إليه شرع الإسلام ورغب فيه من الازدياد من نوافل العبادات والطاعات والمبادرة إلى فعل الخيرات والتعاون إليها وعلى كل خير يعود بالنفع على العباد والبلاد. وقال الخطيب إن الشكر لله على النعم في سائر أنواعه ،إلى جانب كونه ضمانا لازديادها واستمرارها ، فهو تقوية للإيمان واليقين وصلة للمومن بربه وخالقه وتهذيب للنفس وتزكية لها ودفع لها إلى كل خير وصلاح. وأكد أن مما يزيد المسلم معرفة ويقينا بمزية الحمد والشكر لله على النعم، وإدراكا لفضله وإقبالا عليه في كل وقت وحال، أن الله سبحانه وتعالى قرن الأمر بشكره بالأمر بذكره كما قرنه بالصبر الذي هو نصف الإيمان وبإخلاص العبادة له تعالى، موضحا أن القيام بالشكر يجب أن يكون على قدر النعمة. وأشار إلى أن النعم تتفاوت وأن أعظمها على الأفراد والجماعات وعلى أمور الدين والدنيا ، هي نعم الأمن والأمان، بحيث بين العلماء والحكماء قدرها وقرروا أن أهم شروطها إمام عادل يبادله الناس المحبة ويسعى لهم في أسباب الخير والصلاح، حاثا الجميع على حمد الله على النعم التي أنعم بها على المغرب وعلى رأسها نعمة السلم والأمن بقيادة إمارة المؤمنين المؤسسة لخير المعاش وحماية الملة والدين.