صدر مؤخرا للشاعر والكاتب الشفشاوني الأستاذ محمد ابن يعقوب، الجزء الأول من مؤلَّفه الأدبي القيم المعنون ب: "شفشاون: ظواهر وعادات من معالم التراث اللامادي"، واختار الكاتب أن يخصص هذا الجزء من المؤلَّف للحديث عن: "ملامح من التراث الروحي" بالمدينة. وهو كتاب من الحجم المتوسط في 164 صفحة، تتصدرغلافه صورة فنية للمسجد الأعظم وساحة وطاء الحمام من وضع الفنان الفوتوغرافي الواعد أنس البعبوع. وقد افتَتح الكاتب مؤلفه هذا بعد التقديم، بالحديث عن ظاهرة التصوف التي اشتهرت بها المدينة منذ تأسيسها سنة 1471م، حيث خَصص لهذا المبحث ما يزيد عن ثلاثين صفحة، جال فيها بالقارئ عبر أقدم الزوايا التي عُرفت بالمدينة، في جولة تحمل عبقا تاريخيا وتراثيا قل ما نجد مثله في باقي مدن المغرب. ليتطرق بعد ذلك في المبحث الثاني ل: "فن المديح والسماع" وفي و المبحث الثالث ل:"فن الحضرة الشفشاونية"، وفي المبحث الخامس تطرق ل : "أدب المولديات"، حيث نجده في هذا الأخير يعمد إلى أمهات المراجع في أدب السيرة النبوية، للحديث عن شرعية ما هو سائد في المولديات الرائجة بمناسبتها في المدينة. وهو ما يعني أن الكتاب لم يقف عند الجرد فقط، بل تعداه إلى التحليل والتعليق، وهو ما يجعل منه مرجعا أدبيا متميزا. ومن بين أهم ماتميز به هذا الكتاب، هو التطرق لظاهرة "النزائه" بشفشاون التي ورد الحديث عنها في المبحث الرابع، إذ يعتبر الكاتب أول من يؤلف في هذا الموضوع عن مدينة شفشاون .. ويأتي هذا العمل الفريد، تتويجا لمسيرة حافلة من العطاء والبحث في الذاكرة الأدبية والتراثية لمدينة شفشاون؛ فقد عُرف عن الباحث محمد ابن يعقوب سبقه إلى العديد من المواضيع التوثيقية التي ترتبط بتاريخ شفشاون الأدبي والثقافي والتراثي، حيث سبق أن أصدر سنة 2009 كتاب: "الهاشمي السفياني رجل زمانه بشفشاون" ، وكتاب "في ضيافة الكتاب وأشهر معلمي القرآن الكريم بشفشاون زمن الحماية" والذي صدر سنة 2012. يُذكر أن محمد ابن يعقوب عضو في المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضو اتحاد كتاب المغرب.