– محسن الهاشمي (تطوان): لم يكن يخطر على بال أي أحد في مدينة مرتيل أن يكون تلميذ لا يتعدى عمره 17 سنة هو مرتكب جريمتي القتل اللتين شهدتهما مرتيل في ظرف زمني قصير راح ضحيتهما مهاجر مغربي وآخر كولونيل متقاعد. تعود تفاصيل هاتين الجريمتين إلى الجريمة الثانية والأخيرة التي كشفت سر الجريمة الاولى وأماطت اللثام على مجرم خطير كان يخطط لمزيد من جرائم القتل المتسلسلة بمدينة مرتيل التي خلقت الحدث هذه السنة في صيف ساخن بالجرائم والانفلاتات الأمنية. وتبدأ التفاصيل عندما سمع جيران الكولونيل المتقاعد، الضحية الثانية "للتلميذ السفاح" صوت ضجيج وأنين غريب داخل فيلته، فأحسوا أن شيئا مريبا يحدث معه، خاصة أنه لم يمر إلا أيام قليلة على جريمة قتل بشعة لا زالت في الأذهان راح ضحيتها مهاجر مغربي داخل فيلته. هذا الشك دفع بالجيران إلى المناداة على أحد الأشخاص الذي كان مرا بالقرب من الفيلا وطلبوا منه معاينة ما يحدث لكنه قبل أن يقوم بذلك شاهد شاب يقفز من سور الفيلا ويطلق ساقيه إلى الرياح هاربا من إلى وجهة بعيدة، فما كان من الشخص السابق إلا أن قام بمطاردته ورافقه في ذلك بعض الشباب. بعد مطاردة قصيرة تمكن الشباب من إيقاف الشاب الهارب وتم الاتصال بالمصالح الأمنية لتولي الامر، فكانت المفاجأة بعد العودة إلى منزل الكولونيل أن عثروا عليه ملقى على الأرض والدم ينزف من بطنه جراء طعنة بسكين حاد مفارقا الحياة في وضع مأسوي. لكن المفاجأة لم تقف عند هذا الحد بل أدى التحقيق مع الشاب المعتقل إلى اكتشاف مسروقات تعود ملكيتها إلى فيلا المهاجر المغربي الذي تعرض بدوره قبل أيام إلى عملية قتل بشعة داخل فيلته، فما كان من القاتل إلا أن أعترف في هدوء بارتكابه الجريمتين. القاتل هو تلميذ يدعى "أيوب، م" لا يتعدى عمره 17 سنة قدم من مدينة تونات إلى مرتيل لاتمام دراسته لكن ضعف قدرته المادية لمتابعة الدراسة دفعت به إلى امتهان عدة مهن مؤقتة قبل أن يقرر أن يصبح مجرما قاتلا بهدف السرقة لربح المال بأسرع وسيلة وفي ظرف وجيز حسب اعترافه أثناء التحقيق. كما أنه صرح أثناء التحقيق أنه كان يخطط إلى ارتكاب مزيدا من جرائم القتل المماثلة بهدف السرقة، وكان يختار ضحياه بعناية فائقة حيث يركز على الأشخاص الأغنياء وخاصة ممن يعيشون لوحدهم كما هو الحال مع المهاجر المغربي والكولونييل المتقاعد اللذين كانا يعيشان لوحدهما. وبهذا الاعتقال يكون الستار قد أسدل على أبشع جريمتين عرفتهما مرتيل وتم فك لغز الجريمة الأولى التي كانت قد حيرت الأجهزة الأمنية دون أن تتوصل على الفاعل الحقيقي قبل أن تفشي سره الجريمة الثانية.