طنجة 24 – متابعة: سياسيون ومثقفون واقتصاديون ألمان، مروا من مدينة طنجة، واستقروا بها منذ القرن التاسع عشر، تواجد بدأ ما بين سنة 1873، تاريخ إحداث المفوضية الألمانية في هذه المدينة، وسنة 1914، التي عرفت إغلاق هذه المفوضية غداة الحرب الكبرى. ذلك جانب مما يزخر به معرض "آثار ألمانية في طنجة والمغرب"، الذي احتضنت مساء الثلاثاء، فعالياته قاعة المعهد الإسباني "سيرفانطيس" بطنجة، فمن خلال 68 لوحة مكبرة وصور ووثائق تاريخية ونصوص توضحية، يسلط هذا المعرض التاريخي الضوء على أبرز فترات حضور الجالية الألمانية في مدينة البوغاز. ويكمل هذا المعرض المنظم من طرف الجمعية الألمانية المغربية ومعهد غوته بطنجة، بشراكة مع سفارة ألمانيا ومعهد غوته - الرباط / الدارالبيضاء ، والذي يعد ثمرة عمل أنجزه على مدى سبع سنوات هانس جواشيم تيشليدر، وهو مؤلف ومحافظ المشروع، ويغني الذاكرة التاريخية لمدينة طنجة، مبرزا وجها منسيا من تراث هذه المدينة الكوسموبوليتية. ويغطي المعرض، المنظم تحت رئاسة لالة أم كلثوم العلوي والذي افتتح بحضور سفير الجمهورية الفدرالية لألمانيا، مايكل فيتر، قسما كبيرا من تاريخ طنجة، الذي ابتدأ بإقامة علاقات ديبلوماسية بين الإمبراطورية الألمانية في 1873 ليختتم برحيل الألمان عن المغرب، مرورا بمظاهر التنافس الفرنسي الألماني حول المغرب، البلد الاستراتيجي في السباق نحو التأثير الذي كانت تسعى له القوتان الاستعماريتان. وفي تصريح للصحافة بهذه المناسبة، أكد فيتر أن هذا المعرض يبرهن على متانة وحيوية العلاقات المغربية الألمانية، مشيرا إلى أن مقاولين وتجارا وشخصيات من ألمانيا استقروا في المغرب، وخاصة في طنجة، منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر، ما أدى إلى افتتاح المفوضية الإمبراطورية الألمانية بطنجة في 1873. ويشكل هذا المعرض مناسبة لاكتشاف تواريخ إنسانية ومسار بعض رواد العلاقات التجارية والثقافية بين البلدين، وكذا تراثهم الذي ما زال مرئيا على بعض بنايات المدينة أو على مستوى البنيات التحتية القديمة.