انطلقت مساء الأربعاء 7 ماي بفضاء قصر المؤتمرات الإيطالية (قصر مولاي حفيظ) بطنجة، فعاليات النسخة ال 18 للمعرض الدولي للكتاب والفنون، الذي تستمر أنشطته إلى غاية يوم الأحد 11 ماي 2014. وتسعى هذه التظاهرة الثقافية، المنظمة من طرف المعهد الفرنسي في إطار موسمه الثقافي بالشراكة مع جمعية طنجة للعمل الثقافي، الى ملامسة العديد من القضايا المرتبطة بالقارة الأفريقية بتنوعها واختلافها والعلاقات العميقة الممتدة لآلاف السنين التي تربط المغرب، كبلد مغاربي، بإفريقيا الوسطى والغربية. وقال مدير المعهد الفرنسي بطنجة ومفوض المعرض، الكسندر باجون، في تصريح بالمناسبة، إن موضوع الدورة تم التفكير فيه بعمق وفرضته المستجدات بإلحاح، مضيفا أنه وبعد دورتين كرستا على التوالي للزمن الرقمي والحداثة ، و"مديح التأني" ، يرتكز موضوع هذا العام على "إفريقيا" الذي يعكس الجانبين السابقين في وقت واحد، ويطرح لمزيد من التفكير هويات القارة السمراء بصيغة الجمع. وأشار إلى أن طرح هذا السؤال للنقاش يأتي في سياق مواصلة المغرب منحى تعزيز علاقاته مع مختلف ربوع القارة الإفريقية أكثر فأكثر ودعم بعده الأفريقي ، مما يفرض راهنية ملامسة البعد الافريقي للمغرب وبشكل أعم هوية إفريقيا في تعددها . وقال باجون إن الندوات والموائد المستديرة المزمع تنظيمها في إطار هذا المعرض ستتناول مختلف الجوانب المرتبطة بالقارة الأفريقية ، بما في ذلك وسائط التعبير الافريقية والتربية ونشر المعرفة ، والتضامن السياسي والاقتصادي مع إفريقيا و سبل تعزيز الثقافة الافريقية بصيغة الجمع ، بالإضافة إلى نقاشات حول مكانة وموقع الثقافة في مشروع برنامج طنجة الكبرى . وجرى حفل افتتاح المعرض بحضور والي جهة طنجةتطوان محمد اليعقوبي والقنصل العام لفرنسا بطنجة مورييل سوريه ، وعدة شخصيات أخرى. وتميزت الجلسة الافتتاحية بتقديم عرض للسيد عبد اللطيف بندحان ، مستشار رئيس بوركينا فاسو و المدير السابق للشؤون الافريقية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون . وبهذا المناسبة، ذكر بندحان بالعلاقات العريقة بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء التي توارثتها الاجيال عبر مختلف الازمنة ، مشيرا إلى أن الجولة الافريقية الأخيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ساهمت بشكل قوي في تعزيز علاقات التعاون والتضامن بين المملكة وعدة بلدان أفريقية. وأبرز أنه على المسؤولين والفاعلين السياسيين والاقتصاديين المغاربة متابعة هذا المسار والاحتذاء به وتعزيز العلاقات السياسية والتجارية والثقافية مع إفريقيا ، القارة الغنية بفرص التنمية والاستثمار. وسيشكل المعرض على مدى خمسة أيام فضاء للكتاب والفنانين ورجال الفلسفة و الفكر، الذين لهم ارتباط وثيق بهذه القارة، لتبادل الأفكار ووجهات النظر حول تنوع إفريقيا ومستقبلها . وسيستضيف المعرض إبداعات بالعربية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية، كما سيكون الأدب والمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية والسينما والفنون الجميلة الاخرى محور نقاشات وتأملات عبر لقاءات موضوعاتية ستتضمنها فقرات برنامج المعرض. ومن أجل التعريف بالكتاب والتشجيع على القراءة ، ستنظم في اطار المعرض على مستوى المؤسسات التعليمية التابعة للاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجةتطوان ومؤسسات التعليم الفرنسي بطنجة، ورشات بيداغوجية مؤطرة تدخل ضمن المباراة الجهوية "متعة القراءة ". ويبرز اهتمام الفعالية بفئات الشباب من خلال نشر العدد الصفر ل"مجلة الأكول الصغير المغربي" ، بمبادرة من المعهد الفرنسي لطنجة ، كمجلة تربوية وزعت منها 30 الف نسخة بمدارس طنجة وأصيلة، والتي تعزز الوعي بعادات الأكل الجيدة و فوائد النشاط البدني اليومي.