دعا المشاركون في المؤتمر الدولي حول "تاريخ وواقع أعقاب الموريكيين"، المتواصلة فعالياته إلى غاية 10 أبريل الجاري، الى دعم البحث العلمي حول تاريخ أحفاد الموريسكيين والاندلسيين المهجرين والمنصرين. وأبرزت مداخلات خبراء من المغرب واسبانياوالبرتغال، يشاركون في هذه الندوة المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس من طرف مؤسسة الادريسي المغربية الاسبانية للبحث التاريخي والاثري والمعماري والمركز الثقفي الاسلامي ببلنسية ونادي اليونسكو بطنجة ، صعوبة الاحاطة بالمسار التاريخي لأحفاد الأندلسيين ، ولا سيما في شبه الجزيرة الايبيرية لاعتبارات دينية وانسلاخ جزء من المعنيين عن هوياتهم الثقافية والتقاليد الخاصة بهم. وفي هذا السياق، أبرز أمبارو سانشيز روسيل ، ممثل المركز الثقافي الإسلامي في بلنسية، أهمية الاحاطة علميا وتعميق المعرفة بتاريخ أحفاد الاندلسيين لبناء صرح مشترك لدول المنطقة ، مشيرا إلى أن العديد من النقط من تاريخ المسلمين واليهود المتحدرين من الأندلس تبقى مبهمة ، وخاصة فيما يتعلق بأهوال فترة محاكم التفتيش والطرد التعسفي الذي تعرض له المعنيون من إسبانيا بعد سقوط مملكة غرناطة. واضاف ان تعزيز البحث العلمي والاحاطة المعرفية والتاريخية بهذه الفترة سيساعد على تحسين التفاهم المتبادل بين شعوب منطقة البحر الأبيض المتوسط ، وسيساهم في تجاوز وإصلاح أخطاء الماضي من خلال صيانة و ابراز المكنونات الايجابية للذاكرة الأسرية التي تعنى بهذه الفترة المضطربة، والتي مكنت من المحافظة الى اليوم على تقاليد وخصوصيات مشتركة تتقاسمها دول المنطقة. ومن جهته، توقف محمد السملالي رئيس نادي اليونسكو بطنجة عند أبعاد محنة الموريسكيين المتحدرين من الاندلس ضحايا واحدة من أحلك فترات التاريخ، مضيفا أن هذا اللقاء الدولي يشكل جزء من الجهود والمبادرات الرامية إلى دعم البحث العلمي الرصين، والتي تحاول اماطة اللثام عن ماضي وحاضر المعنيين ،الذين وجدوا ملجأ في المغرب والبلدان المتوسطية الأخرى أو الذين بقوا في إسبانيا بعد خضوعهم للتنصير. ودعا في هذا السياق الى جعل هذا المنتدى الدولي نقطة انطلاق للتعاون المثمر بين الباحثين المغاربة والإسبان و البرتغاليين المهتمين بهذا التاريخ المشترك لبلدان المنطقة. ويتم خلال الندوة تقديم العديد من الدراسات والبحوث الجامعية وعرض نتائج الدراسات حول تاريخ وواقع أعقاب المورسكيين والاندلسيين المهجرين والمنصرين المطرودين من اسبانيا عقب سقوط مملكة غرناطة. كما تنظم على هامش الندوة حفلات فنية تقدم خلالها عروض موسيقية مغربية أندلسية وأغاني السيفارديم ورقص وموسيقى الفلامينكو وموسيقى الفادو من البرتغال، اضافة الى جولات عبر مواقع تاريخية ذات بصمات اندلسية بالجهة الشمالية للمملكة. وتهدف الندوة الدولية الى تعزيز التفاهم والتعارف بين أحفاد الأندلسيين المسلمين في المغرب وشبه الجزيرة الايبيرية، وإغناء البحث العلمي والتاريخي حول موروثهم وتراثهم المشترك.