برودة الطقس التي خيمت على مدينة طنجة خلال الليلة الفاصلة بين عامي 2013 و 2014، رافقها أيضا برودة في أجواء احتفالات رأس السنة بالمدينة، والتي عادة ما تبلغ درجة حرارتها مستويات تصل إلى حد الخطر. وبالرغم من أن معظم شوارع طنجة، على رأسها كورنيش المدينة، قد غصت بآلاف الأشخاص، الذين اختاروا مدينة البوغاز للإحتفال بمقدم العام الميلادي الجديد، فإن السلطات الأمنية، نجحت في إحكام سيطرتها الحديدية على الأوضاع، وبالتالي نجحت في الحيلولة دون وقوع أي حوادث عنيفة، باستثناء بعض المناوشات الطفيفة التي سرعان ما تمكنت من احتوائها. وبدا رجال الأمن بمختلف المصالح التي يشتغلون بها، على درجة كثيرة من الثقة والإستعداد، خاصة بعد تجربة السنة الماضية، التي كانت بمثابة اختبار لقدرة الأجهزة الأمنية في المدينة على ضبط الاوضاع، وذلك بفعل التدابير الصارمة التي اتخذتها السلطات الولائية لفرض سيطرتها هذا النحو. ففضلا عن انتشار مكثف للدريات بمختلف المناطق، فقد كانت هذه الأخيرة مزودة بكاميرات ساعدت على ضبط الوضع، وهي أول مرة تلجأ فيها ولاية الأمن إلى هذا الإجراء. أما عن أجواء الإحتفالات، فقد لوحظ أن صخبها ظل منحسرا في منطقة كورنيش المدينة ومحيطها، بالرغم من قيام عدد من المقاهي والنوادي الليلية بوسط المدينة باستباق المناسبة، بإعلان عروض خاصة، يبدو أنها لم تثر اهتمام معظم المحتفلين. لكن حتى فئة الملاهي والفنادق المصنفة، اشتكت هي الأخرى هذه السنة من تراجع الطلب على عروضها.