تصدر موضوع إحداث خط بحري مباشر بين مدينة طنجة ومدينة جدة السعودية، أبرز المواضيع التي استأثرت بمناقشات رجال أعمال مغاربة وسعوديين في إطار أشغال منتدى الاستثمار السعودي المغربي الذي انطلقت أشغاله نهاية الأسبوع الماضي. وقال حمزة بكر عون عضو اللجنة التنفيذية بمجلس الغرف السعودية أن الدراسات المنجزة بشأن الخط البحري أكدت ضرورة البدء سريعا في إطلاقه، مضيفا أنه بالرغم من انه لن يكون مربحا مائة بالمائة إلا أنه سيساهم بشكل كبير في الرفع من التجارة البينية. وقال إن هناك عدة تصورات من بينها أن يربط الخط بين طنجة ورادس وجدة، أو طنجة ومرسيليا ورادس وجدة، حتى تكون مردوديته عالية ويستطيع الصمود، مشيرا الى أن الدراسة أبرزت ايضا أهمية اعتماد صيغة كراء السفن بدل شرائها وضم موانئ بلدان المغرب العربي للخط لتحقيق تكامل اقتصادي وتجاري بين هذه البلدان من جهة وبينها وبين العربية السعودية من جهة أخرى. وأكد على ضرورة دخول رجال الأعمال في المشروع وعدم الخوف من المخاطرة، مشددا على ضرورة العمل سريعا على تحقيق هذا الحلم الذي يراود البلدين منذ عشرين سنة وتحويله الى واقع.وعقد هذا المنتدى في إطار الاجتماعات التمهيدية للدورة الثانية عشرة للجنة المشتركة المغربية السعودية في دورتها ال 12 التي سيترأسها يوم غد الثلاثاء وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد سعد الدين العثماني ووزير الخارجية السعودي صاحب السمو الأمير سعود الفيصل.كما سيعقد أيضا على مدى يومي الأحد والإثنين اجتماع لمجلس رجال الأعمال المغاربة والسعوديين بمشاركة وفد من 53 من رجال الأعمال المغاربة يمثلون العديد من القطاعات الصناعية والتجارية علاوة على ممثلين عن قطاعات وزارية والاتحاد العام لمقاولات المغرب. ومن جهته اعتبر عبد الله أبوالفتح الادريسي المدير المساعد بوزارة التجهيز والنقل أهمية الدراسة المنجزة لتفعيل هذا الخط البحري المباشر، وقال إن هذه الفكرة تأتي في الوقت الذي تنجز فيه وزارة التجهيز والنقل مخططا استراتيجيا حول تطوير قطاع النقل البحري بصفة عامة والاسطول الوطني بصفة خاصة. واغتنم المناسبة لتوجيه الدعوة للمستثمرين في المملكة العربية السعودية للاشتراك في المشروع والتقدم بمشاريع في مجال النقل البحري. أما محمد فهد الحمادي رئيس الجانب السعودي بمجلس الأعمال المشترك فقد أكد على ضرورة الحسم في هذا الموضوع قريبا وجعل هذا الخط من بين اولى أولويات تطوير المبادلات بين البلدين انطلاقا من الدراسة المنجزة والتي تفيد بوجود حركة نقل بين المغرب والسعودية تترامح بما بين 4000 و5000 حاوية في الشهر. ومن جانبه اعتبر العربي بوربعة الكاتب العام لمؤسسة المغرب تصدير أن هذا الخط البحري المتوقع من شأنه الرفع بشكل بارز من المبادلات التجارية بين البلدين والتي لا تتجاوز حاليا 85ر2 مليار دولار سنويا غالبيتها صادرات سعودية للمغرب من النفط ومشتقاته والمواد الكيماوية في حين لا تتعدى الصادرات المغربية للسعودية 105 ملايين دولار تشكل ضمنها منتوجات الصناعة الغذائية 3ر15 مليون دولار. وأكد أنه لا تجارة ناجحة وفعالة بدون نقل وبالتالي سيمكن هذا الخط من الرفع من المبادلات التجارية بين البلدين بشكل كبير.