يعتزم فاعلون جمعويون بطنجة إحداث مرصد لحماية البيئة والتراث التاريخي لمدينة البوغاز٬ يتوخى ضمان السهر على صون الموروث التاريخي والطبيعي للمدينة . وتهدف هذه المبادرة ٬ حسب الساهرين عليها ٬ إلى تعزيز دور المجتمع المدني في الحفاظ على الموروث الطبيعي والحضري للمدينة ٬تماشيا مع توجهات الدستور الجديد وتطلعات المغرب الحديث. وينتظر عقد جمع عام تأسيسي يوم الجمعة القادم من أجل إحداث هذا المرصد الجمعوي ٬ وهو المشروع الذي يضم عدة جمعيات ومنظمات وفاعلين في المجتمع المدني الذين التأموا مطلع هذه السنة في إطار تنسيق جهود حماية البيئة والفضاءات الخضراء بطنجة السلوقية . وتم إحداث هذه التنسيقية بعد التخوفات التي أثيرت بشأن مشروع المراجعة العادية لمخطط التهيئة الذي يهم على الخصوص المنطقة الممتدة من ضواحي الجبل الكبير من كاب سبارطيل ٬ من ضمنها غابة السلوقية وساحل أشقار٬ وهي مناطق ذات قيمة إيكولوجية عالية وذلك بفضل الغطاء الغابوي الكثيف والموقع الجغرافي المتميز٬ حيث تقع في مفترق البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. وحسب المراقبين والمدافعين على البيئة فإن هذه المنطقة ٬ التي تمثل اليوم آخر "رئة خضراء" بالقرب من مدينة طنجة معرضة لجشع المنعشين العقاريين٬ ما يستدعي التعجيل باتخاذ المجتمع المدني للمبادرات اللازمة من اجل الحفاظ على هذا الفضاء الذي يزخر بمؤهلات طبيعية هائلة. من جانبها ٬ كانت السلطات المحلية٬ قد أكدت أنه خلافا للمخاوف المعبر عنها ٬ فإن مراجعة مخطط التهيئة يتماشى مع تعزيز الفضاءات الغابوية ٬ لاسيما من خلال حظر البناء في المساحة المقدرة ب 400 هكتار المفتوحة حاليا على التعمير . وأضافت أن هذا الإجراء٬ سيمكن من رفع مساحة المجال الغابوي المحمي بالمناطق المجاورة لطنجة إلى 2200 هكتار ٬ إلى جانب الحد من المباني والزحف العمراني في المناطق المفتوحة على البناء٬ خاصة ضفاف الشاطئ .