صدرت مؤخرا النسخة الأولى من كتاب "من ذاكرة تطوان الرياضية .. المغرب التطواني في أول بطولة وطنية 1956-1957" لمؤلفه الزبير بن الأمين٬ الذي يقدم من خلال مؤلفه تفاصيل ميلاد أول بطولة مغربية وإحداث أول جامعة لكرة القدم وأول مجلس وطني للرياضة وأول عصبة للشمال وظروف تمثيلية المغرب التطواني لمنطقة الشمال في بطولة القسم الأول. ويؤرخ الكتاب ٬ الذي يقع في حوالي 350 صفحة من 17 جزءا للأحداث الرياضية الوطنية التي واكبت انخراط شباب مدينة تطوان في العمل الجمعوي بعد استقلال المغرب. وتتمحور أجزاء هذا الكتاب على الخصوص حول تكوين مكتب المغرب التطواني الأول ومشروع إحياء وتأسيس المغرب التطواني وتشكيل الهيئات الأولى المشرفة على القطاع الرياضي وهيكلة الأندية الكروية لولوج أول بطولة وطنية وأول مباراة في أول بطولة والأزمة المالية والخشونة وسوء التحكيم. وقال الزبير بن الأمين في توطئته للكتاب إن " الحديث عن ذاكرة فريق المغرب التطواني هو حديث شيق وممتع٬ يحتاج إلى أبحاث طويلة ومؤلفات ضخمة٬ لكون كل محطة من محطاته التاريخية تزخر بوقائع مثيرة وأحداث رياضية طريفة٬ كما أن كل فترة من فتراته لا تخلو كذلك من هزات عنيفة وانتكاسات مريرة٬ ورغم عدم حصول الفريق على أي لقب في البطولة وكأس العرش (ملاحظة : المغرب التطواني بطل المغرب لموسم 2011-2012)٬ فإنه نال لقبين جديرين بالتقدير يجب الافتخار والاعتزاز بهما أولهما كأس تطوان سنة 1931وثانيهما كأس دوري "تشالا نج" عام 2011 فضلا عن عدد من الكؤوس والجوائز في مختلف الدوريات واللقاءات الحبية الوطنية والدولية". وأشار إلى أنه "نظرا لعراقة فريق المغرب التطواني٬ ووطنيته٬ وأسلوبه المتفرد٬ وجمهوره الراقي٬ وتجاربه الاحتكاكية مع أندية أجنبية عظمى .. فهو يعد من ألمع وأبرز الفرق على الصعيد الوطني . وهو يمثل جزءا من تاريخ مدينة تطوان المناضلة٬ كما يمثلها تاريخها الحضاري والثقافي والفني ... وقد ظهرت بوادر إشعاعه الرياضي منذ بداية الربع الثاني من القرن الماضي٬ ثم استمرت مسيرته خلال عهدي الحماية والاستقلال بين مد وجزر غير أنه لم يكتب عنها مع الأسف الشديد٬ إلا النزر اليسير. لذلك تقتضي الأمانة التاريخية عدم إهمال مختلف أنواع الأنشطة الرياضية التي كان ينظمها٬ لاسيما الاهتمام بمسيرته الكروية وعدم تركها عرضة للنسيان والتلاشي ٬ بل ينبغي علينا تدوينها٬ وتوثيقها٬ وتوريثها لأبنائنا ليروا فيها صور ومشاهد رجاله الأبطال وما صنعه الرواد الأوائل". والزبير بن الأمين وهو من مواليد مدينة تطوان 1949 وحاصل على الإجازة من كلية الآداب بالرباط٬ وباحث في ذاكرة تطوان الرياضية والفنية وعمل أستاذا للتعليم الثانوي وعضوا فاعلا في بعض الجمعيات الثقافية والرياضية بمدينة تطوان ٬ ونشر بعض المقالات والبحوث على صفحات الجرائد الجهوية ويعتبر كتاب "المغرب التطواني في أول بطولة وطنية" باكورة عمله التوثيقي المعتمد أساسا على الوثائق الصحفية.