إدراكا منها لتأثير السكر على صحة السكان، بعد أن أصبحت هذه المادة، على مر السنين، تدخل في جميع المنتجات المصنعة تقريبا، توصي منظمة الصحة العالمية بتقليص استهلاك السكر إلى 50 غراما للشخص الواحد في اليوم، أي ما يعادل حوالي 12 ملعقة صغيرة، وإن أمكن تقليصها إلى 25 غراما في اليوم للشخص الواحد فسيكون أفضل. وبالمغرب، حيث يعاني مليونا شخص من داء السكري، نشرت المندوبية السامية للتخطيط سنة 2011 دراسة كشفت أن ثلث السكان المغاربة يعانون من السمنة أو تظهر عليهم مؤشراتها، 63 في المائة منهم من النساء. وذكرت دراسة أخرى نشرت عام 2014 من قبل مكتب ماكينزي، أن السمنة كلفت المغرب 24 مليار درهم، أي ضعفي ميزانية وزارة الصحة في عام 2014 . وفي بلدان مثل بلجيكا، تقرر في عام 2015 فرض ضريبة جديدة على المشروبات السكرية، وكذا في عام 2018 حين أعلنت السلطات البريطانية عن فرض ضريبة على المشروبات السكرية لمكافحة السمنة لدى الأطفال. وقال حينها كاتب الدولة البريطاني في الصحة العامة ستيف براين إن المراهقين يستهلكون سنويا في المتوسط ما يعادل حوض استحمام مليء بالمشروبات السكرية، مما يساهم في انتشار مقلق للسمنة في البلاد". وأضاف براين أن دخول هذه الضريبة الجديدة حيز التنفيذ "سيساعد على تقليل استهلاك السكر، بالموازاة مع تمويل برامج رياضية" موجهة للأطفال وتوزيع وجبات الإفطار في المدارس. من جانبها، وقعت الحكومة البرازيلية في 26 نونبر الماضي، اتفاقية مع العديد من ممثلي قطاع الصناعات الغذائية من أجل خفض بأكثر من 140 ألف طن لكمية السكر المستخدم من قبل القطاع. وتنص الاتفاقية على تخفيض 144 ألف طن من السكر المستخدم في الصناعة من الآن إلى غاية 2022، وهو ما يمثل انخفاضا قد يصل إلى 62,4 في المائة من السكر المستعمل في البسكويت. وبهذه المناسبة، أكد وزير الصحة، جيلبرتو أوكي، أحد الموقعين على الاتفاقية، أن هذا الإجراء يهدف إلى تجسيد توصيات منظمة الأممالمتحدة بشأن استهلاك السكر وتحسين صحة المواطنين. ويستهلك البرازيليون في المتوسط 80 غراما من السكر يوميا، أي ما يعادل 18 ملعقة صغيرة، 64 في المائة من هذا الاستهلاك عبارة عن سكر مضاف إلى الغذاء، بينما 36 في المائة المتبقية هي سكر موجود في الأطعمة الصناعية. وتهدف كل هذه المبادرات إلى مواجهة العادات السيئة المسببة لمرض السكري، وتزيد هذه العادات، مثل سوء التغذية والتدخين والخمول البدني واستهلاك الكحول من خطر الإصابة بالسمنة بنسبة تفوق 60 في المائة، وداء السكري بنسبة 54 في المائة عند الرجال، و28 في المائة عند النساء، حسب المنظمة الأممية. وقد يؤدي مرض السكري، في غياب علاجه، إلى العديد من المضاعفات الخطيرة على المدى الطويل، لاسيما العمى والفشل الكلوي في نهاية المرحلة المزمنة أو بتر الأطراف السفلية، وكذا قابلية الإصابة بالأزمات القلبية، وحوادث السكتات الدماغية. ويعتبر النساء والأطفال وكبار السن من أكثر الفئات عرضة لمختلف أوجه المرتبطة بهذا المرض.