أصدر تاجر المخدرات القوية السابق، الفرنسي جيرارد فوري (Gérard Fauré) الذي كان يُلقب ب"أمير الكوكايين" خلال سنوات الثمانينات في العاصمة الفرنسية باريس، كتابا يكشف فيه سيرته الطويلة مع تجارة الكوكايين ومحطات عديدة من حياته المليئة بالأحداث والاضطرابات. فوري الذي يبلغ من العمر حاليا 72 سنة، تحدث في كتابه "Dealer du Tout-Paris" كيف ارتقى من خلال تجارة الكوكايين في العاصمة الفرنسية باريس، وكيف أصبح هو المزود الرئيسي لمشاهير فرنسا آنذاك، مثل جون هاليداي وعدد كبير من المغنيين والممثلين وحتى السياسيين. لكن قبل وصول جيرارد فوري إلى قمة مجده في تجارة الكوكايين في باريس، فإن حياته بدأت في المغرب حيث ولد هنا من أب عسكري فرنسي وأم أمازيغية بعد الحرب العالمية الثانية. وبدأ سجله الإجرامي الطويل في طنجة بداية السبعينات عن طريق حفر قبور الموتى الجدد وسرقة مجوهراتهم وحليهم. بعد فترة من الاعتماد على سرقة الموتى، تحول جيرارد فوري إلى العمل كصراف للعملات في طنجة، ثم بعد فترة تحول إلى العمل في ميناء المدينة. ومن هذا الميناء بدأت سيرته مع التهريب، قبل أن يقوده نشاطه للتعرف على مهربين في اسبانيا حيث انتقل إلى هناك للاتجار في المخدرات. براعة فوري في تنظيم أنشطة التهريب، قادته إلى الانتقال إلى هولندا حيث أسس هناك شبكة اجرامية في تجارة المخدرات، قبل أن يسقط في يد الأمن الهولندي ليقضي فترة في السجن، فانتقل بعد خروجه منه في أواخر السبعينات إلى فرنسا حيث بلغت شهرته كتاجر للكوكايين إلى قمتها. يركز جيرارد فوري في كتابه الذي صدر مؤخرا عن فترة مجده كأكبر موزع للكوكايين الذي كان يجلبه من أمريكا اللاتينية بنفسه، ويوزعه في العاصمة الفرنسة خلال النصف الاول من عقد الثمانينات، وكيف ارتبط بعلاقات وطيدة مع مشاهير فرنسا آنذاك، وهي العلاقات والشهرة التي أسقطته في يد الشرطة الفرنسية سنة 1986. قضى جيرارد فوري في السجن 18 سنة، وقرر مؤخرا نشره كتابه "موزع باريس كلها" ليكشف فيه عن سيرته الطويلة مع الاجرام والتهريب والاتجار في المخدرات، وعلاقاته المتشعبة مع عدد كبير من الشخصيات الفرنسية البارزة خلال فترة الثمانينات.