قاربت مائدة مستديرة نظمتها جمعية "كاسال دلس أنفانت" بشراكة مع بيت الصحافة، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بعمالة طنجةأصيلة، اليوم الخميس، موضوع "دور الإعلام في تعزيز المدرسة العمومية ومناهضة العنف في الوسط المدرسي"، بحضور أكاديميين ومسؤولين تربويين وخبراء وإعلاميين. ويندرج تنظيم هذا اللقاء، في إطار مشروع "بروديما" الهادف إلى المساهمة في القضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد الفتيات في ولوجهن إلى التعليم بطنجة، من خلال آلية مجتمعية للوقاية والتكفل بالعنف والتمييز في الوسط المدرسي والأسري، عبر التركيز على تمكين أفراد المجتمع في مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، مع تحسين مساواة الفرص في تعليم الفتيات المعرضات للخطر في مدارس طنجة. وقارب المشاركون في المائدة المستديرة علاقة الإعلام والمؤسسات التعليمة العمومية، وسبل عقد شراكات مستدامة لتعزيز المدرسة العمومية والحفاظ على صورتها، ومناهضة العنف في الوسط المدرسي. واستعرض المتدخلون الأدوار المختلفة للإعلام في تثمين أدوار المدرسة العمومية، من خلال الوقوف على أشكال المعالجة الإعلامية للقضايا التربوية، واستشراف آفاق مستقبلية، والتوجه نحو خلق استراتيجيات تكامل بين الإعلام والمنظومة التعليمة، لتحسين ظروف تمدرس التلميذات والتلاميذ. في هذا السياق، ناقش مصطفى الشكدالي، الأستاذ الباحث في علم النفس الاجتماعي، تأثير الرقمنة على العملية التعليمية، موضحا مفهوم التنشئة الخوارزمية، في ظل تطور التكنولوجيا الرقمية وما عرفته مظاهر استهلاك مضامينها وإمكانيات التفاعل معها من تطورات متسارعة. وتوقف الشكدالي، في مداخلة له حول "المدرسة والتنشئة الاجتماعية"، عند تأثير أنظمة الخوارزميات على الإنسان سواء في علاقاته الإنسانية والوسط الأسري والتعليمي والمهني، مبرزا ما وصفها بالمغالطات المرتبطة بالعنف عموما في ارتباط ذلك بالعنف المدرسي. ودعا المتحدث ذاته إلى تعميق الأبحاث والدراسات السوسيولوجية في مجال مناهضة العنف المدرسي، وإعادة التفكير في التكوينات للفاعلين في مجال مناهضة العنف بما في ذلك من أطر تعليمية ومساعدين واجتماعيين. بدورها، اعتبرت شمس الضحى بوراقي، الأستاذة المعتمدة والخبيرة في التواصل بين الثقافات والنوع الاجتماعي، أن إصلاح المنظومة التعليمية ومناهضة العنف في الوسط المدرسي هي مسؤولية مشتركة بين مختلف القطاعات والفاعلين وليست مقتصرة فقط على قطاع التعليم دون غيره. وسجلت بوراقي، في مداخلتها الموسومة ب"الإعلام أداة للتنشئة من أجل مجتمع قائم على المساواة"، أن وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة "لعبت دورا مهما في التغيير والتحولات التي عرفها المجتمع وجعله متساويا تماشيا مع ما نص عليه دستور المملكة لسنة 2011 باعتباره مرجعا مجتمعيا في مسار الإصلاح، من خلال التوعية والتعليم". وأكدت المتدخلة نفسها على ضرورة اعتماد عدة مقاربات جديدة منها التشاركية والنوع الاجتماعي والتواصل بين الثقافات، لما لها من أهمية في تقديم تحليل شامل، مع الاشتغال على تغيير التمثلات المجتمعية، لاسيما تلك المرتبطة بالعنف والعلاقة بين المرأة والرجل، وأدوارهما المجتمعية. من جهته، تطرق عبد السلام الشعباوي، الإعلامي والحقوقي لدور الإعلام في تعزيز المدرسة العمومية والوقاية من العنف في الوسط المدرسي، فيما عالج مرزوق أكري، رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بعمالة طنجةأصيلة، دور الإعلام في التعبئة المجتمعية حول المدرسة العمومية، منطلق مناهضة العنف في الوسط المدرسي نموذجا.