ستارة وردية عند المدخل وضوء خافت وأدخنة متصاعدة وجلسات تضم شبان وشابات، يدخنون أنواع مختلفة من الشيشة وأحيانا يتخللها رقص وقبل وأحضان. هذه هي أجواء مقاهي الشيشة التي تنتشر في أحياء الدارالبيضاء، وهذه هي أيضا أسباب كافية عند البعض لتقوم السلطات بشن حملات أمنية متكررة عليها بهدف إغلاقها. ما الذي يجعل الشباب يقبلون على ارتياد مقاهي الشيشة؟ "توفير بعض المواد المخدرة، حيث يستبدل المعسل، المادة الرئيسة في تدخين الشيشة، بقطع من الحشيش أو بمواد معينة مع إمكانية توفير أماكن خاصة لممارسة علاقات جنسية غير شرعية مع قاصرات". هذا ما يراه سمير، أحد رواد مقاهي الشيشة، كأسباب للإقبال الكثيف للشباب على هذه المقاهي، إلا أنه يعود فينفي أن تعمم هذه الأسباب على جميع مقاهي الشيشة بالدارالبيضاء. بعض المقاهي، في نظره، تعد فعلا أماكن للترفيه ولقاء الأصدقاء، كأي مقهى أو فضاء ترفيهي أخر. أرقام أرقام غير رسمية تتحدث عن وجود أزيد من 3 آلاف مقهى في الدارالبيضاء تقدم الشيشة لروادها، تشملها في فترات متفرقة حملات تسفر عن إيقاف عدد من الشابات والشبان. صرح مؤخرا وزير الداخلية في جلسة الأسئلة الشفوية لمجلس المستشارين بالبرلمان المغربي، أن "سنة 2013 شهدت إغلاق 224 محلا للشيشة، منها ما أغلق بصفة نهائية، ومنها ما أغلق إلى حين تغيير طبيعة الأنشطة التي تزاولها". وأوضح أن نصف هذه المقاهي المغلقة، يوجد في مدنية الدارالبيضاء متبوعة بمدينتي فاس ومراكش، مشيرا إلى أن عمليات الأجهزة الأمنية أسفرت عن ضبط حوالي 13 طن من مادة المعسل، و2000 نرجيلة. ووصف الوزير ظاهرة انتشار مقاهي الشيشة بالظاهرة الدخيلة على المجتمع المغربي، كما شدد على المضار الصحية التي تسببها. البديل الحملات المتكررة والسمعة السيئة، تجعل العديد من رواد مقاهي الشيشة، يمتنعون عنها للأبد ويجعل آخرين يبحثون عن بديل لها. كريم وأصدقاؤه اختاروا تنظيم جلسات منزلية، بعدما كانوا يجتمعون في إحدى مقاهي الشيشة في وسط المدينة. "لن أغامر بالذهاب إلى مقهى الشيشة، فحملات وزارة الداخلية تطال كل المقاهي لذلك فضلنا تنظيم جلسات منزلية"، يقول كريم. ويضيف أن تحضير الشيشة يحتاج إلى طقوس خاصة تبدأ من تجهيز الفحم إلى تهيئة الشيشية وتنظيفها، قبل الشروع في استهلاكها. مهام الإعداد مقسمة، ولكل شخص مهمته في العملية. فهناك من يتكلف بشراء المعسل، ومن يحضر الفحم وآخر يحضر الشيشة، في حين يسهر آخرون على تهيئة الأجواء العامة مثل الموسيقى.