انطلق مساء الجمعة المهرجان المتوسط للشعر بالمضيق، والذي يحتفي في دورته الخامسة بالتجربة الشعرية لدولة بنما. ويلتقي خلال هذه الدورة، التي ستتواصل على مدى 3 أيام والتي تحمل اسم الراحل “محمد الميموني”، شعراء وشاعرات من تونس ومصر وفلسطين وسوريا ولبنان وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وتركيا والمغرب، إلى جانب بنما كضيف شرف. وأكد عماد أرجاز الشرفاوي، رئيس جمعية العمل الثقافي بالمضيق المنظمة للمهرجان بتعاون مع اتحاد كتاب المغرب، أن هذه الدورة الخامسة تأتي تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للشعر، كما تشكل فرصة للانفتاح على البعد المتوسطي، إلى جانب إلقاء إطلالة على التجربة الشعرية لأمريكا اللاتينية من خلال دولة بنما. واعتبر أن التظاهرة بمثابة جسر للتواصل والتلاقي بين مختلف الشاعرات والشعراء المشاركين ضمن فعاليات المهرجان، وكذلك مناسبة لتقديم إشعاع ثقافي لمدينة المضيق، التي تعتبر شرفة يطل من خلالها المغرب نحو الضفة الشمالية للبحر المتوسط. فضلا عن الأمسيات الشعرية، يزخر برنامج المهرجان بمجموعة من الفقرات الثقافية والورشات التكوينية في الشعر والقصة القصيرة، تحتضنها عدة مؤسسات تعليمية، ولقاءات شعرية بين الشعراء والتلاميذ، إلى جانب الإعلان عن نتائج المسابقة الإبداعية التي تنظمها جمعية العمل الثقافي كل سنة في صنفي الشعر والقصة القصيرة، والتي شهدت هذه السنة مشاركة مجموعة من المواهب الصاعدة والواعدة. من جانبها، أكدت الشاعرة وسفيرة بنما بالمغرب، غلوريا يونغ، أن المهرجان المتوسطي للشعر بالمضيق أصبح بحق يشكل فضاء تسمو فيه الكلمة ويلتقي فيه الشعراء من مختلف الآفاق لتبادل القصائد والتجارب. وذكرت بأن الاحتفال العالمي بالشعر في 21 مارس من كل سنة أقر بفضل جهود المملكة المغربية، حيث اقترح “بيت الشعر” من المغرب تخصيص يوم عالمي للاحتفاء بالشعر. من جهته، اعتبر عامل عمالة المضق – الفنيدق، حسن بويا، أن المهرجان محطة للتدوين وفرصة للتأصيل وفضاء للتفكير، ونقطة ضوء ضمن البحر الجارف للوسائط الإعلامية الحديثة، مشيدا بتخصيص حيز للأطفال لإشراكهم في حمل مشعل الكلمة الموزونة وإيقاف الاستلاب الجارف باسم التكنولوجيا. ودعا القائمين على المهرجان إلى التفكير في إعداد “ديوان المتوسط” لجمع كل قصائد الشعراء المنتمين لهذا الفضاء، ما سيسهل البحث على الدارسين والطلبة، معتبرا أن هذه الخطوة ستشكل “قفزة نوعية في التدوين، لا تؤمن بالجغرافيا، بل بالعالمية والإنسانية كإطار مرجعي”.