حطّت كاميرات السينما رحالها في مدينة طنجة، لتصوير مشاهد من فيلم "فرنسا الحرة" السيرة الذاتية للجنرال الفرنسي شارل ديغول، قائد المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية. وتشكل مدينة طنجة، محطة رئيسية من مراحل تصوير هذا الشريط السينمائي، حيث يشمل سيناريو الفيلم مشاهد مهمة تجسد أحداثا تاريخية بارزة جرت بهذه المدينة. وتم اختيار عدد من الفضاءات التاريخية في طنجة لاحتضان هذه المشاهد، على رأسها ساحة فارو وساحة فرنسا، اللتان تُعدّان من أشهر المعالم التاريخية في المدينة. وتعتبر ساحة فارو، أو "سور المعكازين"، كما تُعرف أيضًا، رمزًا للثقافة والتاريخ في طنجة، حيث تُطلّ على ميناء المدينة وتتميز بمعمارها الفريد الذي يمزج بين الطرازين الأوروبي والعربي. أما ساحة فرنسا، فهي تُعدّ من أقدم الساحات في طنجة، وتتميز بموقعها الاستراتيجي وتُحيط بها العديد من المباني التاريخية العريقة. ويُتوقع أن تُسهم عملية تصوير فيلم "فرنسا الحرة" في تسليط الضوء على جمال مدينة طنجة وثقافتها الغنية، وتعزيز جاذبيتها كوجهة سياحية مميزة. كما تُعدّ فرصة رائعة لسكان طنجة للاقتراب أكثر من هذا الحدث السينمائي المهم، والتعرف على مراحل تصوير الفيلم. وتدور أحداث فيلم "فرنسا الحرة" الذي بدأ تصويره سنة 2023 في باريس، خلال النصف الأول من عقد الأربعينيات من القرن الماضي، حيث يروي سيرة الجنرال شارل ديغول، قائد المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية. ويركز الفيلم بشكل خاص على فترة تواجد ديغول في لندن، حيث قاد من هناك حركة المقاومة الفرنسية ونظمّ حملات عسكرية ضد القوات الألمانية. كما يُسلّط الفيلم الضوء على أهمّ مراحل حياة ديغول خلال تلك الفترة، بدءًا من هروبه من فرنسا بعد سقوطها بيد الألمان، وصولاً إلى تأسيسه لحركة "فرنسا الحرة" وتنظيمه لعمليات المقاومة، مرورًا بعلاقته المعقدة مع رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل، وصولاً إلى دوره المحوري في تحرير فرنسا من الاحتلال.