ما تزال حادثة السير المميتة التي عاشها حي "الجيراري" بمقاطعة بني مكادة نهاية الأسبوع الماضي، وأودت بحياة طفل وخلفت إصابة 13 آخرين، تتصدر اهتمام الرأي العام المحلي، حيث ذهب مجموعة من النشطاء والمتتبعين إلى إطلاق حملة ضد عربات "التريبورتور"، التي لم تعد تنقل السلع فقط، بل أصبحت أيضا وسيلة نقل عمومية، بعيدا عن أي ضوابط قانونية. وخلف اصطدام "التريبورتور" الذي كان يقل مجموعة من الشبان والقاصرين، في اتجاه أحد شواطئ المدينة، بجدار مؤسسة تعليمية بحي "الجيراري"، خسائر فادحة، ما أدى إلى مقتل طفل ونقل خمسة آخرين على وجه السرعة إلى المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بطنجة. وحذر نشطاء ومتتبعون، أطلقوا حملة محاربة “التريبورتور” من خطر هذا النوع من العربات، المخصص في الأصل لنقل السلع، قبل أن يتحول إلى وسيلة نقل سريعة، اعتبرها بعض حلا للهروب من الاكتظاظ في الشوارع، وقلة وسائل النقل العادية. وعلق الكاتب والصحفي، عبد الواحد استيتو، على هذه الفاجعة، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، " لو كان الفقر رجلا لقتلته على الفور.. ألا يكفي أنه دفع 13 طفلا لركوب التريبورتور من أجل لحظات متعة طفولية في الشاطئ كان من الممكن بلوغها بوسائل أفضل لولا قلة ذات اليد؟". أما الإعلامي نوفل الخمليشي، فقد سجل أن "المثير أن الضحايا الذين كانوا في رحلة نحو البحر لم يكونوا على متن حافلة ..بل كانوا على متن دراجة نارية ثلاثية العجلات...التريبورتر.". وتساءل الخمليشي، في تدوينته التي رقنها على جدار صفحته بموق فيسبوك " كيف لدراجةحمولتها ثلاثة أشخاص تحمل العشرات كيف وكيف وأسئلة أخرى تستدعي التدخل العاجل ؟". الفاعل الجمعوي، عدنان معز، وصف الحادث بأنه مذبحة، وكتب في حسابه على ذات المنصة التفاعلية " ليست مدبحة بسوريا...ولكنها بطنجة يا سادة". وأضف "اجتماعية واقتصادية مزرية لشباب منحدرين من احزمة الفقر بطنجة أخدوا ارخص وسيلة للنقل للهروب من لفح السنة الحرارة إلى برودة البحر ، ركبوا آلة الدمار الشامل فكانت الكارثة". وختم معز تدوينته متسائلا " من يتحمل المسؤولية هل السائق ام الذي باع له آلة الدمار الشامل هاته ام الذي رخص اصلا لاستيراد هاته الآلة الى المغرب.".