أكد خبراء ومفكرون؛ مساء الاثنين؛ على أهمية استثمار المقومات الجيوستراتيجية المختلفة التي يتمتع بها المغرب؛ من أجل ترسيخ علاقته بالعمق الإفريقي؛ في ظل الظروف والتحديات الراهنة. جاء ذلك؛ خلال ندوة فكرية حول موضوع "العمق الإفريقي المغربي ما بين الدبلوماسية الدينية والعلاقات الاستراتيجية"؛ المنظمة من طرف مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والاجتماعي والرياضي؛ في إطار فعاليات الدورة الثانية ل"رمضانيات طنجة الكبرى". وأبرز المتدخلون خلال هذه الندوة التي أطرها عميد كلية ال0داب والعلوم الإنسانية بتطوان؛ مصطفى الغاشي؛ ان المغرب لعب دورا حيويا على مدى قرون في ترسيخ العلاقة بين الشمال الافريقي وجنوبه؛ مؤكدين ان المغرب حاليا هو الذي يقود "طموح افريقيا" لتحقيق التنمية الشاملة. وفي هذا الاطار؛ استعرض الأستاذ بمركز الدراسات الافريقية؛ حسن حراش؛ جملة من مظاهر تجذر علاقات المغرب بعمقه الإفريقي عبر التاريخ؛ مشيرا إلى المغالطات التي حاول المستعمر تمريرها وتصدى لها الباحثون المغاربة؛ فضلا عن صناعة محاور معادية للمملكة. وشدد الأستاذ حراش؛ في هذا الصدد على أهمية الامتداد الديني-الروحي للمغرب في العمق الافريقي؛ وكذا التعاون في المجال الاقتصادي والهجرة والتعمير والاتصالات والفلاحة. معتبرا أن عمل المغرب يحتاج إلى قوة في البرمجة والتخطيط وتكوين "حلفاء" وهو ما يتجلى من خلال سياسة خارجية نامية في هذا المجال. الأستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير؛ عبد الله عبد المومن؛ ركز في مداخلته على دور المقاربة الروحية في ترسيخ علاقة المغرب بعمقه الإفريقي؛ مستعرضا ابرز المحطات التاريخية التي تجسدت فيها هذه العلاقة وما صاحبها من تحقيق الاستقرار الروحي بإفريقيا. وبعد ان أشار إلى الدور الذي لعبته الزوايا الصوفية واسهامها في نشر الاسلام والموروث الصوفي المغربي في افريقيا؛ دعا الدكتور عبد المومن الى إيلاء عناية للتصوف الحاضر بإعادة تجديد بنائه؛ حتى يكون قادرا على لعب الدور الذي لعبه السلف الصوفي. من جانبه؛ أشار الباحث والمفكر؛ محمد جبرون؛ ان الطموح التنموي الذي يقوده المغرب في إفريقيا؛ هو ما يفسر التكالب المستمر عليه ومواصلة بعض الأطراف في تأجيج النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وشدد جبرون على أن المغرب في عمقه الإفريقي؛ يشكل امتدادا وجب تحصينه؛ وبناء الوعي بشأن ذلك؛ معتبرا أن انتهاج المملكة لعلاقات رابح-رابح يمثل 0لية ناعمة وداعمة؛ في وقت يكتسب المزيد من ثقة الدول والشعوب الإفريقية القائمة على الانتماء الحضاري- الهوياتي القديم.