حالة استنفار كبيرة، شهدتها منطقة "بن ديبان" بمقاطعة بني مكادة في طنجة، زوال اليوم الاثنين، بعد العثور على جثة رضيع حديث الولادة مرمي في قعر وحدة مائية على مستوى "حومة الوردة"، في حادثة من ضمن الحوادث البشعة فيما يتعلق بالتخلي عن الأطفال حديثي الولادة. وذكرت مصادر من عين المكان، أن جثة الرضيع طفت بشكل لافت على سطح المياه الراكدة في ذات القناة المائية غير المغطاة، ما دفع بعض المواطنين للاتصال بالمصالح المختصة التي أوفدت عناصر الوقاية المدنية لانتشال الجثة. كما وفدت إلى عين المكان، عناصر أمن تضم محققين من الشرطة القضائية والشرطة العلمية، لمعاينة الحادثة والقيام بالإجراءات القانونية المعمول بها في هذا الإطار، ضمنها نقل الجثة إلى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى "الدوق دو طوفار"، ويتوقع أن يتم فتح تحقيق بهدف تحديد هوية الشخص أو الأشخاص المتورطين في التخلص من الرضيع بهذه الطريقة البشعة. ووصف شهود عيان، مشهد جثة الطفل وهي تطفو فوق المياه الراكدة بالقناة المائية، بأنه "بشع"، معربين عن تقززهم واستنكارهم لهذا الفعل "الشنيع" المتمثل بالرمي بطفل حديث الولادة في قعر قناة مائية تشكل منفذا للمياه العادمة ومياه الصرف الصحي. وتعرف مدينة طنجة، ارتفاع عدد حالات التخلي عن الأطفال الرضع الذين يولدون جراء العلاقات الجنسية غير المشروعة، إلى جانب عدة عوامل اجتماعية أخرى. وياتي العثور على جثة هذا الرضيع، في الوقت الذي يعرف فيه معدل التخلي عن الأطفال حديثي الولادة من طرف من يسمين ب"الأمهات العازبات"، تزايدا مرعبا، حيث يقدر خبراء اجتماعيين وفاعلين جمعويين، عدد الأطفال المتخلى عنهم بأزيد من 100 طفل يوميا على الصعيد الوطني ويربط فاعلون جمعويون، هذه الحوادث بعدة أسباب، ضمنها أن بعض الشباب يعدون الفتيات بالزواج، ثم يتخلون عنهن، ما يجبر الأم العازية على التخلي عن طفلها خوفاً من الأهل والمجتمع، لافتة إلى أن بعض العائلات قد لا تتردد في قتل بناتها. ويسجل ذات النشطاء، حالات أخرى لها علاقة بأطفال متخلى عنهم تنحدر أمهاتهم العازبات من خارج طنجة، حيث أن أن بعض الفتيات يأتين إلى المدينة من خارج المدينة لإخفاء مسألة الحمل والولادة عن عائلاتهن. وعندما يرغبن في العودة، يتركن الأطفال ليبدأن الحياة من جديد.