تتجه الأنظار هذا الأسبوع، إلى مقر مجلس جماعة طنجة، حيث من المنتظر أن يحتضن جلسات انتخاب رؤساء المقاطعات الأربع ونوابهم، وسط أجواء تتسم بتغير الحسابات السياسية التي كانت الأحزاب المتصدرة لنتائج اقتراع 8 شتنبر، قد سطرتها. وعلى الرغم من أن توزيع مناصب رئاسة مجالس المقاطعات، يبقى شبه محسوم من منطلق التحالف بين أحزاب "التجمع الوطني للأحرار" و"الأصالة والمعاصرة" و"الاستقلال"، إلا أن هوية الرؤساء المنتظرين، في ظل عدد من المتغيرات التي فرضتها التوافقات السياسية بين الأطراف المعنية. وتبقى مقاطعة بني مكادة، هي الوحيدة التي تبدو الطريق إلى كرسي رئاستها معبدة أمام الاستقلالي محمد الحمامي، الذي استطاع الحصول على أكبر عدد من الأصوات خلال الانتخابات التي جرت في الثامن شتنبر الجاري، نظرا لاستبعاد إمكانية ترشح كل من محمد الحميدي عن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يطمح إلى رئاسة منصب رئيس مجلس عمالة طنجةأصيلة، إضافة إلى سحب تزكية الترشح من عبد السلام العيدوني من طرف القيادة الجهوية لحزب الاتحاد الدستوري. أما في مقاطعة السواني، فيبدو المشهد ضبابيا بشكل كبير، لا سيما بعدما باتت إمكانية إسناد رئاسة المجلس، إلى حزب الاتحاد الدستوري قائمة، غير أن هوية المرشح للمنصب تبقى غير محسومة في ظل مخاوف قيادة "حزب الحصان" من إسقاط مرشحها رضوان الزين، بسبب ما يتردد عن تورطه المحتمل في شبهة "فساد انتخابي" يوم 8 شتنبر، ما يرجح كفة الوجه النسائي بنفس الحزب، دعاء أحيدار، لخوض المنافسة على المنصب في مواجهة سعيد أهروش عن حزب الأصالة والمعاصرة، وأحمد الغرابي عن حزب العدالة والتنمية. ومن المرتقب، أن تستعر المنافسة بين حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على مستوى مقاطعة طنجةالمدينة، في ظل حالة التقاطب الحاد داخل المجلس، حيث يحظر اسم التجمعي عبد الواحد اعزيبو المقراعي الذي يتوقع أن يحظى بدعم التحالف الثلاثي، في مواجهة الاتحادي يوسف بنجلون، المدعوم من عبد الحميد أبرشان، عن حزب الاتحاد الدستوري، الذين فشلت مساعيهما في الهيمنة على المجلس الجماعي. ويتطلع حزب الأصالة والمعاصرة، إلى الاستحواذ على رئاسة مجلس مقاطعة مغوغة، من خلال مرشحه عبد العزيز بنعزوز، معتمدا على الأغلبية المريحة التي يتمتع بها بدعم من طرف باقي مكوني التحالف الثلاثي، في مواجهة مرشح حزب الاتحاد الدستوري، حسن بلخيضر، الذي يخوض هو الىخر سباقا مع الزمن لتأمين أغلبية تتيح له الحصول على رئاسة مجلس المقاطعة.