افتتحت، مساء أمس الاثنين بطنجة، فعاليات الدورة العاشرة من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، وذلك بمشاركة فرق مسرحية جامعية تنتمي لأزيد من عشر دول. وتميز حفل افتتاح الدورة، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس من طرف جامعة عبد المالك السعدي، بعرض مسرحية "الساكن"، لمسرح تانسيفت و هو عمل يضم تلة من نجوم المسرح المغربي. وهذه المسرحية مستوحاة من قصيدة الساكن لسيدي قدور العلمي، وساهم في تشخيصها نورا الصقلي وسامية أقريو و عبد الله ديدانو نورا قريشي، ومحمد الورادي. كما عرف الحفل الافتتاحي تكريما خاصا للفنانة والمخرجة المتألقة نورا الصقلي، التي تعد إحدى أبرز نساء المسرح المغربي في الوقت الراهن. وأعربت الفنانة المكرمة عن سعادتها الغامرة بهذا التكريم والذي سيحمسها أكثر من أجل تأثيث المسرح المغربي بإبداعات جديدة، مبرزة أن مدينة طنجة أضحت مبعث فخر لكل المهتمين بالشأن الثقافي بالنظر لما تعيش حاليا من نهضة ثقافية مهمة واشعاع كبير، بفضل الفعاليات الثقافية التي تحتضنها باستمرار والعناية الخاصة ببنياتها الثقافية. ونورا الصقيلي، ابنة مدينة اصيلة، ساهمت بقسط وافر في دعم الحركة المسرحية بالمغرب من خلال مشاركاتها المتميزة، سواء كممثلة أو كمخرجة أو ككاتبة مسرحية. وقد أسست الصقلي فرقة مسرحية نسائية بمشاركة الفنانة "سامية اقريو" تحت اسم "طاكون"، ومن أبرز اعمالها "بنات للا منانة". وانطلق المهرجان بتنظيم كرنفال نشطته الفرق المسرحية الجامعية المشاركة وفرق فلكلورية محلية والتي جابت أهم شوارع مدينة البوغاز قبل ان تحط الرحال بساحة 9 أبريل 1947 التاريخية، حيث توجد سينما الريف، التي تستضيف فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي. وقال حذيفة أمزيان رئيس جامعة عبد المالك السعدي المشرفة على تنظيم الحدث، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ان هذه التظاهرة الثقافية تهدف في المقام الأول إلى "إبراز مؤهلات وابداعات الشباب وتكريس، عبر الفن الجميل، قيم التسامح والانفتاح وقبول الآخر والتنوع"، مبرزا ان هذه القيم هي مبادئ اساسية تميز المغرب وتجعل منه قبلة للتظاهرات الانسانية الكبرى. وأضاف أن هذه التظاهرة المسرحية الجامعية تغني البرنامج الدراسي لمؤسسات التعليم العالي وتمكن الطلاب من إبراز مواهبهم وإثراء تجاربهم الشخصية الفنية وتغذية وتجديد معارفهم الثقافية، مبرزا أن أهمية هذه التظاهرة تبرز من خلال اكتسابها لأبعاد دولية تعكسها مشاركة فرق مسرحية جامعية من كل الآفاق الجغرافية، التي تتحدث لغة واحدة هي لغة المسرح. ومن جهته، قال المدير الجهوي لوزارة الثقافة محمد الثقال أن هذا المهرجان يعد واحدا من المواعيد الثقافية المهمة وأصبح حدثا ثقافيا بارزا ضمن أجندة الاحداث الثقافية المهمة التي تحتضنها جهة طنجةتطوانالحسيمة، مشيرا إلى أن أهمية هذا الحدث الثقافي الجامعي تكمن في طموحه المستمر والمتجدد لمد جسور الصداقة بين الفعاليات الأكاديمية من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يؤكد على دور المغرب باعتباره بوتقة تنصهر فيها ثقافة السلام والحوار بين الشعوب و الحضارات والأديان. ويعرف هذا الحدث الثقافي عرض 12 مسرحية بمشاركة فرق مسرحية جامعية تمثل الجزائر وتونس وفلسطين وكوت ديفوار وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وبلجيكا وفرنسا والبرازيل. وتتكون لجنة التحكيم من الفنانة هند السعديدي والناقد المسرحي يونس لوديدي والكاتب المسرحي والاعلامي محمد الدفري والسيناريست يونس البواب والباحثة بشرى العبادي. وسيتم، حسب برنامج التظاهرة الثقافية الجامعية، تكريم عدد من الوجوه المغربية المسرحية البارزة، التي أثرت خشبة المسرح لسنوات عديدة، وهم الفنان المخضرم وأحد رواد الحركة المسرحية بالمغرب محمد التسولي والفنان أحمد الصعري . وتتميز دورة هذه السنة بالانفتاح على الاطفال المهتمين بالمسرح من خلال تنظيم ورشات سيحتضنها مركز التكوين وتقوية قدرات الشباب بحي أرض الدولة ومركز الشباب بحي مسنانة، وتقديم عروض مسرحية هزلية لفائدة الاطفال. وتهدف هذه الفعالية، حسب منظميها، الى إغناء الحقل الثقافي والفني والمعرفي الوطني بشكل عام ، وتكريم رجالات الإبداع الذين أسدوا خدمات جليلة للثقافة الوطنية، وإبراز مواهب الطلبة ودعم حسهم الفني، وكذا تعريف الجمهور بعطاءات الطلبة في مجال أب الفنون خاصة، وباقي الابداعات الثقافية والفنية. ووفق المصدر، يندرج المهرجان في إطار الحركية والفاعلية الثقافية التي تعرفها جامعة عبد المالك السعدي، ويروم خلق فضاء متجدد للتواصل بين الطلبة من مختلف التكوينات والتوجهات العلمية والاكاديمية والخلفيات الحضارية، وتمكين هؤلاء الطلبة المغاربة أو الأجانب من الحديث بلغة واحدة، لغة الإبداع والعطاء المعرفي.