السياسيون الذين يترشحون في الانتخابات التشريعية يكونون في الغالب هم من يسعون إلى البرلمان، إلا في حالة محمد خيي، الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بطنجة، إذ يبدو في حالته أن البرلمان هو الذي يسعى إليه، وكأن البرلمان وقع في غرام خيي. فهل هو "حظ" حظي به هذا الشاب، أم هو حق يستحقه؟. محمد خيي الخمليشي هو من مواليد مدينة طنجة بمقاطعة بني مكادة سنة 1978، وقد بدأ مساره السياسي أيام دراسته بالكلية بمدينة طنجة مع حركة التوحيد والإصلاح، وهو اليوم يشغل العديد من المناصب في حزب العدالة والتنمية وأحد أبرز وجوهه في طنجة. وإلى جانب كونه عضوا للمكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية فهو رئيس مقاطعة بني مكادة منذ السنة الماضية بعد الانتخابات الجماعية، وقبل هذه هو نائب برلماني حصل على مقعد في البرلمان بعد الانتخابات التشريعية لسنة 2011 من اللائحة الوطنية لشباب حزب العدالة والتنمية. محمد خيي كشف في حديث سابق لأحد وسائل الإعلام المحلية بطنجة "Tanja.tv"، أن حصوله على مقعد برلماني لم يكن متوقعا أنذاك، إذ أن ترتيبه في لائحة الشباب الوطنية كان هو 12، إلا أنه "عندما سافر إلى الرباط لملء استمارة الترشيح، غاب 4 مرشحين لأسباب مختلفة، فأصبح هو في المرتبة الثامنة" وفق ذات المصدر. وكما هو معلوم بعد ذلك، أن اللائحة الوطنية لشباب العدالة والتنمية حصلت على 8 مقاعد برلمانية من أصل 30 مقعدا مخصصا للائحة الوطنية للشباب، وبالتالي يكون – وبشكل غير متوقع – قد حصل محمد خيي على مقعد برلماني. فهل لعب "الحظ" لعبته؟ هذه الواقعة تكررت مع محمد خيي في سيناريو متقارب، ففي الوقت الذي كان يتوقع الجميع أن يكون ابن بني مكادة هو وصيف أستاذه السابق في الكلية محمد نجيب بوليف في اللائحة الانتخابية التي سيترشح بها البيجيدي في الانتخابات التشريعية ل 7 أكتوبر بدائرة طنجةأصيلة، فاجأ الحزب الجميع ورشح سمير عبد المولى وصيفا لبوليف، وخيي خلف سمير. وبما أن الصراع كان شرسا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وظهور نبرة تشي بتراجع شعبية حزب العدالة والتنمية في عموم المغرب، كانت التوقعات ترشح حصول فريق العدالة والتنمية في طنجةأصيلة على مقعدين برلمانيين على أكثر تقدير، إلا أن تلك التوقعات خابت وارتفع نداء البرلمان على محمد خيي مرة أخرى ليعطيه المقعد الثاني على التوالي والثالث للعدالة والتنمية في طنجةأصيلة. في 2011 كان محمد خيي هو الأخير في اللائحة الوطنية للشباب، فحصل العدالة والتنمية على 8 مقاعد كان الثامن له، وفي 2016، كان محمد خيي هو الثالث في لائحة حزبه بطنجةأصيلة، فحصلت اللائحة على 3 مقاعد، كان الثالث له، فهل هذا الأمر مجرد صدفة، أم أن البرلمان وقع في غرام محمد خيي؟