لم تكن "بثينة"، تتوقع أن تجد نفسها مجبرة على الالتحاق ببيت الزوجية من دون تنظيم مراسيم زفافها، على الرغم من التحضيرات والتجهيزات التي قامت بها منذ إبرامها لعقد الزواج في أكتوبر من العام الماضي. "مرت أشهر عدّة وأنا أستعد وأنسّق لليلة زواجي، كُنت أرغب في أن أجمع أفراد عائلتي كلهم وأصدقائي وجيراننا لنحتفل، وأن تكون ليلة مميزة"، تقول هذه الشابة البالغة من العمر 24 سنة، قبل أن تضيف "اضطررنا بداية إلى تأجيل حفلة الزفاف إلى ما بعد رمضان، لكن استمرار إجراءات حالة الطوارئ جعلنا نفكر في التخلي عن فكرة العرس والالتحاق ببيت زوجي بدل الاستمرار في الانتظار أكثر.". من جهتها، تقول إلهام، شابة مقبلة على الزواج تبلغ من العمر 21 سنة، "كُنت أستعد لهذه الليلة، لكن بسبب كورونا ألغينا الحفل… كُنتُ أحلم أيضاً "بصعود العمارية" وارتداء فستان العروس. معتبرة أن ليلة العرس لا تتكرّر في حياة المرأة حالة بثينة وإلهام، ليستا استثناء بين آلاف العرسان الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لتعليق حفلات زواجهم إما بشكل نهائي أو إلى ما بعد انقشاع أزمة كورونا، علما أن نسبة كبيرة من الأسر كانت قد حجزت قاعات وخدمات من أجل إحياء ليلة العمر لبناتها وأبنائها وتمنع السلطات العمومية، إقامة الأفراح والجنائز، باعتبارها تجمعات قد تساهم في تفشي عدوى كورونا بين المواطنين وتفاقم الوضعية الوبائية في البلاد، ضمن الإجراءات المعتمدة ضمن حالة الطوارئ الصحية. ويؤكد "طارق"، أن استحالة إقامة حفل عرس، دفعه هو الآخر إلى الاتفاق مع زوجته بالاستغناء عن مراسيم الزفاف التقليدية، والتوجه مع زوجته إلى بيتهما الجديد لبداية حياتهما، بعد أن قاما بإلغاء جميع الحجوزات واسترجاع ما دفعاه من تسبيقات مالية. إلغاء الحجوزات واسترجاع التسبيق، سبب أزمة خانقة للعاملين في قطاع تنظيم وتأمين الحفلات، وجعلهم يعيشون فترة اعتادوا على تحقيق أرقام معاملات مهمة، على إيقاع البياض. وهذا ما تؤكده بشرى، متخصصة في تزيين العرائس "أُلغيت الأعراس كلها، وتُعدُّ هذه الفترة مُهمة بالنسبة إلينا". وتضيف "عدد كبير من العاملين في تنظيم الأعراس فقدوا مورد رزقهم، وينتظرون انتهاء هذه الأزمة"