عاد الجدل من جديد حول الطريقة التي نشأ وانتشر من خلالها فيروس كورونا المستجد، ليس فقط في مقالات الصحف، بل في تصريحات من أعلى مستوى، إذ أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي إن بلاده تجري تحقيقاً شاملاً حول مصدر الفيروس، وهو نفس ما أكدته “سي أن أن” عندما نقلت أن الاستخبارات الأمريكية تحقّق في الموضوع، فيما صرّح وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو لفوكس نيوز أن بكين مطالبة بالإفصاح عن كل ما تعرفه بخصوص انتشار كوفيد-19، ملمحاً إلى مسؤولية معينة لمعهد علم الفيروسات في مدينة ووهان، حيث ظهر الفيروس أول مرة. اتهامات أمريكية الردود الأمريكية جاءت بعد عدة تقارير عادت إلى أصل الفيروس هذا الأسبوع، ومنها مقال رأي لجوش ريغن، في “واشنطن بوست”، جاء فيه أن مسؤولين أمريكيين زاروا مختبراً في ووهان الصينية قبل سنتين من انتشار الفيروس، وأرسلوا تحذيرين رسميين لواشنطن حول عدم احترام معايير السلامة وغياب الموارد البشرية اللازمة للعمل في المختبر الذي يجري دراسات خطيرة حول انتقال كورونا من الخفافيش. ويقول التحذير الأول إن هذه الدراسات تمثل خطراً لانتشار وباء شبيه بالسارس الذي ظهر في عدة بلدان عام 2003. وينقل ريغن على لسان أحد الباحثين أنه في الوقت الذي لا يوجد فيه أيّ دليل على أن الفيروس تمّ تصنيعه، وأن هناك اتفاقاً بين العلماء على أن أصله حيواني، إلّا أنه لا يوجد اتفاق على أن الفيروس لم يأتِ من مختبر تُجرى فيه منذ مدة دراسات حول تأثير فيروس كورونا القادم من الخفافيش على الحيوانات. ووفق المقال ذاته، فقد نشر فريق البحث بالمختبر الصيني عام 2017 دراسة بيّنت أن خفافيش حدوة الحصان التي جُمعت من كهف في الصين، غالباً ما كانت هي الخفافيش ذاتها التي أنتجت وباء السارس، وأن عدداً من الفيروسات التاجية الشبيهة بالسارس يمكنها أن تتفاعل مع المستقبل البشري ACE2 كما جرى مع السارس، ما جعل الدراسة تتوقع أن هذه الفيروسات يمكن أن تنتقل بين البشر. رفض ألماني غير أن محطة فوكس نيوز المحافظة كانت أكثر وضوحاً في اتهامها، إذ قالت في تقرير جديد إن “الثقة تزداد في أن كوفيد-19 ظهر أولاً في مختبر بمدينة ووهان، لكن ليس كسلاح بيولوجي، بل كجزء من جهود الصين لإظهار أن قدراتها لمواجهة الفيروسات تساوي أو هي أكبر من قدرات الولاياتالمتحدة، ونقلت المحطة عن مصدر لها قوله: “هذه أكبر عملية تستر حكومية على مدار التاريخ”. وتقول المحطة بناء على مصادرها أن الفيروس انتقل حقاً من الخفاش إلى الإنسان، وأن أول بشري أُصيب به كان يعمل في مختبر ووهان، وانتقل بعد إلى ساكنة المدينة. وتشير الوثائق إلى أن الأطباء في المختبر الصيني حاولوا احتواء العدوى، وأن السوق الذي قيل إنه مصدر العدوى، لم يبع أبداً الخفافيش، بل إن مصادر القناة تقول إن توجيه الحكومة الصينية اللوم لهذا السوق كان محاولة لإبعاد الاتهام عن المختبر، وجزءاً من الدعاية الصينية. في المقابل رفضت الحكومة الألمانية اتهام الصين بالمساهمة في نشر الفيروس، وقال وزير الصحة ينس شبان في رد على سؤال وجهته الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر، إن الحكومة الاتحادية لا تتوفر على أيّ معلومات حول حجب الصين للمعلومات الخاصة بالفيروس، وأن التعديلات التي طالت تعريف الحالات المصابة في الصين خلال ظهور الجائحة “أمر متفهم”، وذلك رداً على عدة تقارير اتهمت الصين بالتستر على حقيقة انتشار الفيروس خلال الأسابيع الأولى لظهوره. نفي صيني وقد سبق لمعهد الفيروسات في ووهان أن نفى التقارير التي اتهمته بتصنيع الفيروس، بل إن مسؤولين صينيين اتهموا الولاياتالمتحدة بأنها قد تكون وراء جلب العدوى إلى مدينة ووهان كما كتب ليجيان زاهو، المتحدث باسم الخارجية الصينية، مطالباً واشنطن بالوضوح وبجعل البيانات الخاصة بالفيروس متاحة للجميع.