أصدرت المحكمة الإبتدائية بمدينة العرائش،حكما بحبس بائعيْن للخضر والفواكه، يعملان بسوق جنان فرانسيس النموذجي،والذي وصفه مسؤول نقابي بأنه "سوق همجي" بسبب الفوضى التي تسوده، والأزبال المحيطة به، والروائح الكريهة في جناح بائعي الدجاج والسمك. ووصلت مدة السجن الصادرة في حق البائعين 3 أشهر نافذة. ويتعلق الأمر بكل من محمد سياعلي وزميله عبد العالي حمدة،الذين إتهما بإهانة موظف عمومي أثناء مزاولة عمله (قائد الملحقة)، والعصيان،وحمل السلاح. وتعليقا على الحُكم،إعتبر عبد العزيز البويطي رئيس جمعية بائعي الخضر والفواكه بالعرائش،بأنهم كباعة سيستأنفون الحكم،لأنه " بُني على تهم ومعطيات ملفقة وغير صحيحة". وأضاف البويطي بأن هذه التهم "باطلة". داعيا إلى إيجاد حل لما وصفه بالظلم الذي يعيش فيه باعة الخضر والفواكه، الذين تم إدخالهم كالأكباش قسرا وبالقوة، لسوق جنان فرانسيس. رغم أنه سوق غير مجهّز وتنقصه العديد من المرافق حسب أقواله. وحذر البويطي من أنهم كباعة للخضر والفواكه ينْوون تنظيم أشكال احتجاجية قريبا، لإثارة انتباه المسؤولين، خصوصا يضيف البويطي بأنهم ملّوا من عدم تجاوب السلطات مع مراسلاتهم العديدة.وقال بأن المسؤولين أشبعوهم لغة الخشب والدردشة، والتي لا أثر لها على أرض الواقع.وزاد رئيس الجمعية بأن المسؤولين غالبا ما يتملصون من وعودهم في اليوم الموالي للحوار، محمّلا إيّاهم مسؤولية تبعات ذلك. وفي موضوع ذو صلة، إستغرب عبد العزيز البويطي من إقصاء باعة جنان فرانسيس من حقهم في الإستفادة من السوق النموذجي بحي الكدية "سوق الأحد".منددا بعدم إشراك جمعية بائعي الخضر والفواكه في مختلف مراحل إقامة الأسواق النموذجية بالمدينة عموما.وأشار إلى أن أناسا لا علاقة لهم بالميدان إستفادوا بمنطق المحسوبية والزبونية. ودعا إلى الكشف عن لائحة أسماء المستفدين من الأسواق النموذجية،فضلا عن فتح تحقيق في سبب عدم حل ظاهرة الباعة المتجولين الذي لا يزالون يفترشون شوارع المدينة. وفيما يخص الأحكام الصادرة في حق زملائهم،أعلن رئيس الجمعية بأن بائعي الخضر قاموا بجمع تبرعات من بعضهم البعض،لتنصيب محام لإستئناف الحكم. داعيا القضاء إلى مراجعة القرار الإبتدائي والإفراج عن المعتقلين. من جهته وصف محمد فخر الدين الكاتب الإقليمي لنقابة الإتحاد العام المغربي للشغل،في تصريح لطنجة24، بأن السوق النموذجي في جنان فرانسيس،وصمة عار.مضيفا بأنه "لا شيئ يوحي بأنه سوق نموذجي". وأعتبر أن إظطرار الباعة للخروج للشارع ريثما ينظر المسؤولين في مسألة إدخالهم للسوق حق من حقوقهم.وأضاف فخر الدين بأنه عوض إستعمال الأساليب الترهيبية وجب فتح باب الحوار مع الباعة والجلوس إلى النقابات والجمعيات التي دعّمتهم وآررت قضيتهم. أما أحمد برعوان رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بالعرائش،فإعتبر بأن الباعة المتجولين هي فئة تناضل من أجل حقوقها،وإستغرب من إنعدام أسواق القرب في أحياء سكنية كبيرة، ووجود نقط جغرافية محدودة يقع عليها الظغط والتضييق، كحالة سوق جنان فرانسيس. وإعتبر برعوان بأنه من الطبيعي أمام هذه الظغوطات،أن ينتظم الباعة في إطارات جمعوية ويبحثوا عن نقابات تدافع عنهم. وفيما يخص سوق جنان فرانسيس ذكر برعوان بأن السوق أقيم بطريقة لم يتم فيها إشراك المعنييين ولا هيآت المجتمع المدني، وأشار إلى وقوع العشرات من الخروقات التي قال بانها سارت بذكرها الركبان.وإقترح رئيس العصبة لو أقيم سوق جنان فرانسيس بطريقة الأسواق الممتازة بطوابق متعددة ومقسّمة إلى مناطق حسب المنتوج،بحيث سيستفيد الجميع بعيدا عن منطق المحسوبية والزبونية.