– فردوس شعلي: استقطب المغرب في السنوات الخمس الاخيرة أنظار الشركات الكبرى العالمية بسبب استقراره الامني وسياسته المنفتحة في المجال الاقتصادي، إضافة إلى مؤهلات البنية التحتية التي يقدمها، وعلى رأسها مؤهلات مدينة طنجة بموقعها الاستراتيجي ومينائها المتوسطي ومنطقتها الحرة. وشهدت هذه السنوات الخمس اعلان العديد من الشركات الكبرى والعملاقة الاستقرار في المغرب، عن طريق فتح فروع لها تكون نقاطا للتصدير نحو باقي مناطق افريقيا ونحو اوروبا التي لا تبعد عن المغرب سوى ب 15 كيلومترا بحرا فقط. وكان لطنجة أحد أبرز الاسهامات في هذه الطفرة الاقتصادية التي يشهدها المغرب، منذ تفعيل ميناء طنجة المتوسط ومنطقته الحرة التي جذبت شركات عالمية مختلفة الجنسيات في ظرف وجيز وبشكل تصاعدي، يتنبأ الخبراء بجعل المغرب أحد أقوى الدول الاقتصادية في افريقيا مستقبلا. ونظرا للاستقرار الامني الذي يتمتع به المغرب، ومؤهلات طنجة المتمثلة في الموقع الاستراتيجي والميناء المتوسطي والمنطقة الحرة والشبكة الطرقية التي تتعزز بقطار فائق السرعة "تي جي في"، فإن شركات عالمية كبرى بدأت تعلن عن فتح مراكزها الاقليمية بافريقيا في المغرب. فبعد شركة رونو الفرنسية التي تملك أحد أكبر مراكزها في افريقيا بطنجة، قررت شركة فورد العملاقة الامريكية في صنع السيارات فتح مركز اقليمي لها بطنجة في السنتين المقبلتين، وهناك حديث عن فتح شركتي بيجو وفولسفاغن مراكزا لهما في طنجة أيضا. وبعيد عن صناعة السيارات، ففي يونيو الماضي أعلنت الشركة اليابانية " فوروكوا إليكتريك" التي تعد ثالث أكبر شركة في العالم تتخصص في صنع الالياف البصرية، اعلنت عن قرب فتح مركزها الافريقي بطنجة بعد ارتفاع الطلب على منتوجاتها في القارة الافريقية. كما أعلنت الاسبوع الماضي شركة 3M الامريكية المتخصصة في صنع واصلاح الالكترونيات عن قرارها بنقل مركزها الاقليمي من الدارالبيضاء نحو مدينة طنجة للاستفادة من مؤهلات هذه المدينة وقربها من اوروبا. وهو ما تتجه إليه أيضا شركة إغلو الامريكية المتخصصة في صنع المصابيح والثريات ذات الجودة العالية التي قررت فتح متجر لها في طنجة كخطوة أولى. وفي سياق متصل أعلنت شركات أخرى سبق أن استقرت بطنجة، عن توسيع نشاطاتها بعد استفادتها من الامتيازات اللوجيستيكية التي تقدمها طنجة، وعلى رأسهن شركة جايكوب دولافون المتخصصة في صناعة أحواض الاستحمام التي قررت توسيع نشاطاها في جل المغرب العربي انطلاقا من مدينة البوغاز. هذا وتجدر الاشارة إلى أنه سبق أن خرجت العديد من التقارير الاقتصادية الدولية تشير إلى النمو المتصاعد للمغرب في المجال الاقتصادي بالتركيز على مؤهلاته التي تأتي في مقدمتها ميناء طنجة المتوسط، الميناء الذي ساهم بشكل كبير في استقطاب استثمارات كبرى والتي يُتوقع أن تستمر لتجعل من المغرب أحد أكبر مراكز الشركات العالمية الكبرى في قارة افريقيا.