أظهر فريق حزب العدالة والتنمية بجهة طنجةتطوانالحسيمة تعاونا كبيرا خلال أول دورة للجهة التي يترأسها القيادي البارز بحزب الأصالة والمعاصرة السيد إلياس العماري، ويبدو من خلال أطوار الجلسة التي انعقدت صباح اليوم الاثنين أنه اختار مساندة رئيس الجهة البامي رغم تواجده مبدئيا في المعارضة. وعكس بعض التوقعات التي كانت تسير في تجاه نهج إخوان العبدلاوي المعارضة القوية، فإن العدالة والتنمية كان حريصا على مرور الدورة الأولى في جو من الهدوء، أذابت معه كل التشنجات السابقة المعلنة على الصعيد الوطني . وفي الحقيقة فإن العلاقة بين الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية على مستوى الجهة، عرفت في الثلاث سنوات الأخيرة تقاربا كبيرا، تعزز بعد إبعاد الدكتور محمد نجيب بوليف بمنحه وزارة وصفت بالصغيرة والغارقة في المشاكل لإلهائه فيها، والأستاذ محمد خيي الخمليشي الكاتب الإقليمي الذي وجد نفسه في مواجهة أغلبية داخل حزبه تميل إلى التقارب مع فؤاد العماري ورفاقه، هذا التقارب كما هو متاح قاده البشير العبدلاوي وعبد اللطيف بروحو . والتعاون كان واضحا عندما انخرط فريق العدالة والتنمية بمجلس الجهة في مناقشة وإثراء القانون الداخلي دون إبداء أي معارضة أو محاولة للعرقلة، وهو ما التقطه بإيجابية إلياس العماري عندما اقترح بروحو لعضوية اللجينة التي أعدت الصياغة النهائية للقانون الداخلي، ليرد أصدقاء عبد اللطيف بروحو بتحية أحسن منها حيث تم التصويت بالإجماع على هذا القانون، وبحماس زائد من طرف تشكيلة حزب العدالة والتنمية . إلياس العماري ذهب بعيدا عندما رأى حرص العبدلاوي وكتيبته، على تقديم كل أوجه الدعم والمساندة، وفاتح أعضاء مكتب الجهة في إمكانية منح رئاسة اللجنة المالية لصديقه الدكتور عبد اللطيف بروحو من فريق البيجيدي، وهو ما كان، حيث بدا من خلال الوجوه أن الكل سعيد وبشوش، لا "عرقلة" ولا "شغب" ولا معارضة ولا انتقاد، ولا طرح بدائل، فالسائد طيلة الاجتماع هو تقديم المعونة، وتسهيل كل المأموريات، الكل سمن على عسل.. وأن عهد التصريحات المحلية والجهوية التي كانت تقول أن إلياس ينتمي لحزب السلطة الأغلبي وسلوكه سلوك التحكم.. قد ولت إلى غير رجعة، وبين عشية وضحاها أصبح حزب الأصالة والمعاصرة حزب القيادة وحزب التعاون والشراكة.. المعطيات التي بحوزتنا تفيد أن البشير العبدلاوي وعبد اللطيف بروحو هندسا ما حدث اليوم في الدورة الأولى لمجلس الجهة، ومعروف عنهما دفاعهما المستميت عن التعاون والتقارب مع الأصالة والمعاصرة، وهو أمر معاكس لما يجري وطنيا، والتصريحات القوية للأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران خير شاهد، حيث يكفي الإشارة إلى أنه قال عن إلياس العماري أنه لجأ إلى قرية صغيرة حتى يأخذ مكانه ضمن الفائزين، وجاء وترأس جهة تعتبر من بين أقوى الجهات بالمغرب، عبر استعماله لأساليب ملتوية حسب بنكيران للوصول إلى الرئاسة . والواقع أن ما جرى اليوم بمجلس الجهة جاء ليعزز ما يجري جهويا وبعدد من المدن والقرى والجهات حيث التقارب بين الغريمين، ففي تطوان تحالف قوي بين البام والبيجيدي، قوته ظهرت في عدد المقاعد الممنوحة للأصالة والمعاصرة في تشكيلة مكتب الجماعة الحضرية للحمامة البيضاء الذي يترأسه العدالة والتنمية، وهو ما كان محط انتقاد شديد من طرف القيادي المؤسس للحزب بتطوان الأستاذ الأمين بوخبزة لدرجة أن اتهم الحزب بالخروج عن الخط الأساسي، وفي بركان رغم توفر الأغلبية الحكومية على النصاب بالمدينة إلا أن العدالة والتنمية تحالف مع الأصالة والمعاصرة ضد الحركة الشعبية حليفه وطنيا.. واللائحة تطول حول التحالفات التي تجمع بنكيران والعماري بمجموعة من المجالس، ضدا على الالتزام الموقع من طرف قادة أحزاب الأغلبية . لذلك لا غرابة أن يقع تحالف بين الغريمين بعد سنة 2016 من أجل تشكيل تحالف حكومي قوي لتسيير البلاد وشؤون العباد، وعفى الله عما سلف، وكفى المومنين شر التجاذب والمشاكسة، وأهلا وسهلا وحفظكم الله جميعا .