افتتح رواق العرض الجديد "فضاء الفن المعاصر" مؤخرا بمدينة طنجة بتنظيم معرض جماعي لثلة من الرسامين المغاربة يحمل عنوان "خارج الأرض"، وسيستمر إلى غاية 25 يونيو الجاري. وجمع هذا الرواق الجديد، في أول معرض يحتضنه في سبيل مواكبة الدينامية الفنية التي تشهدها مدينة طنجة، ستة من كبار الرسامين المغاربة، ويتعلق الأمر بمحمد مليحي وعبد الكريم الوزاني وسعد بن شفاج وبوعبيد بوزيد وعبد البسيط بن دحمان وعادل ربيع. ويشترك هؤلاء الرسامين، الذين يرتكزون على تجارب مختلفة وينتمون لمدارس وتوجهات متباينة، في روابطهم الفنية والعائلية مع جهة الشمال، وهي المنطقة التي شهدت ميلاد العديد من الموهوبين الذي بصموا تاريخ الفن بالمغرب. ويعتقد الناقد يوسف الريحاني أن "ما يجمع هؤلاء الفنانين ليس إلا الاختلاف الذي يسمح بفضيلة التمايز ويبرر حياة أعمال كل واحد منهم، الاختلاف هنا هو هذه الحالة التي يمكن فيها الحديث عن الوجود المستقل"، مضيفا أن "فضيلة المعرض أنه يصنع الاختلاف بطنجة، المدينة التي اعتبرت على مر التاريخ مأوى الاختلاف بامتياز". غير أن الريحاني يعتبر أن "هناك تواطؤا مخفيا يذيب كل المسافات بين الأعمال المعروضة على اختلافها، إذ كلها تغادر موطنها وتمارس الترحال مدمرة ذاتها وخالقة فراغات لا متناهية"، مبرزا أن "الفن صار بالتالي يسبق الطبيعة، وصارت هذه الأخيرة هي من تطمح إلى رسمه ونحته، لا العكس". وأكد المدير الفني للرواق عادل ربيع أن هذا المعرض يهدف إلى استعادة وشائج الحب بين مجموعة من الفنانين ومدينة طنجة التي كانت مرسما وموضوعا للإبداع، وتلك طبيعتها منذ القدم مع مجموعة من كبار الأدباء والرسامين العالميين. وقال إن اختيار مدينة طنجة لاستضافة هذا الرواق أملته الدينامية الثقافية التي تشهدها المدينة والاهتمام المتزايد بالفنون التشكيلية، مسجلا بأنه إذا كانت مدينة تطوان تضم المدرسة الوحيدة للفنون الجميلة، فإن مدينة طنجة تشهد سوقا فنية رائجة، كما أنها كانت مهدا لعدد من الرسامين الكبار.