- السعيد قدري: احتارت المصالح الأمنية بمدينة طنجة قبل شهرين في الوصول وإيقاف احد المتهمين بالنصب والاحتيال على مواطنين بمدينة طنجة، السبب، كما يقول مصدر امني، غرابة العمليات التي قام بها المتهم ، أمر وضع المصالح الأمنية في موقف حرج نظرا لغياب كل الأدلة التي قد تقود العناصر الأمنية لإيقاف المشتبه به ، ناهيك على أن المتهم ليس سوى شخص يتعدى عمره 42 عاما، كما انه المرة الأولى التي تتعامل فيها المصالح الأمنية مع سيناريو جديد في عمليات النصب والاحتيال . تحركت الآلة الأمنية بعد توصل مصالح الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بني مكادة بشكاية عاجلة في الموضوع ، أرفقها صاحب الشكاية وهو "الضحية" ب" براد" اصفر اللون مبرزا أمام الشرطة القضائية انه وقع ضحية شراءه من شخص مجهول بمبلغ مالي فاق 3 مليون سنتيم، وعلى اثر الشكاية كثفت المصالح الأمنية بطنجة أبحاثها وتحرياتها الخاصة لإيقاف المشتبه به، والذي كان يرافقه في عملياته الانتقائية شخصين آخرين. مصالح الأمن بطنجة وبعد شهرين، استطاعت يوم الخميس المنصرم ، توقيف المعني بالأمر بناءا على أوصاف دقيقة وتفاصيل تحركاته ، قدمها ضحية سبق وان تقدم هو الآخر بشكاية ثانية للمصالح الأمنية بولاية امن طنجة، لعناصر الأمن حيث كان يتجول بمفرده بنفس الحي، ويدعى "ا.استيتو" بحي البرانس بطنجة. مصدر امني أشار إلى انه وبعد أن تم اقتياده لمقر ولاية امن تم الاستماع إليه حيث اعترف بكل التهم المنسوبة إليه جملة وتفصيلا، بعدما تمت مواجهته بعدد من الشكايات إلى جانب ضحاياه، وفي نفس السياق قال مصدر امني أن المعني بالأمر، كان رفقة بعض شركائه الثلاثة،الذين تم التعرف على هويتهم الحقيقية من لدن مصالح الأمن، وقد صدرت مذكرة بحث واعتقال في حقهم ، يتعمدون اصطياد ضحاياهم بناءا على أوصاف ومتابعة دقيقة، حيث غالبا ما كانوا يقصدون أشخاص ميسورين، فيما يتكفل المتهمين الآخرين بباقي تفاصيل العملية، من خلال عملية تمويهية بعد نقل "الضحية" عبر السيارة التي يستغلونها في عمليات النصب لمنحهم المبالغ المالية المتفق عليها بعد بيه "البراد الذهبي" المزور. المتهم وهو من مواليد سنة 1962 بضواحي مدينة تازة ، أوقع، بحسب ما جاء في على لسانه خلال التحقيقات التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية بطنجة، نحو أربع ضحايا كما استطاع رفقة شركاءه الآخرين سلب هؤلاء مبالغ مالية ناهزت 50 ألف درهم ، واعترف المتهم بكونه كان يقتني "براد اصفر اللون" من سوق كاسبراطا بطنجة بمبلغ لا يتعدى 100 درهم ، قبل بدء عملياته الإجرامية والتي من خلالها يتمكن من بيع نفس البراد على أساس انه من الذهب الخالص لأحد الضحايا عن طريق عمليات خداع وتمويه تحاك خيوطها الأولى بعد لقاء مباشر مع الضحية ومع باقي شركاءه . المتهم كان يوهم الضحية بكونه يبحث عن شخص بمدينة طنجة جلب له "براد ذهبي" يساوي 24 مليون سنتيم، قبل أن يلتقي بالصدفة الشخص المفترض - وهو احد شركاءه في عمليات النصب و الذي غالبا ما كان يقود سيارة خاصة - ليدخل معه في نقاش حاد يرفض حينها بيعه البراد الذهبي كطريقة لاستمالة عطف الضحية الحاضر في العملية، الأخير يسلمه مبالغ مالية تتراوح ما بين 20 و30 ألف درهم، قبل ان يلوذ المتهمين بالفرار لى متن سيارتهم الخاصة نحو وجهة مجهولة . مصالح الشرطة القضائية بمدينة طنجة أحالت المتهم يوم أمس الجمعة على أنظار النيابة العامة بتهمة النصب والاحتيال بعد الاستماع إليه.