– محمد سعيد أرباط: تعد ساحة سور المعكازين من أشهر الساحات في طنجة، وهي من الساحات التي يفد عليها العديد من زوار المدينة للاستمتاع بزرقة الشاطئ، وحركة الملاحة بالميناء، وجبال جنوباسبانيا التي تظهر أمام مرمى العين. هذه الساحة التي تعد وجها من الوجوه الفريدة لطنجة، تحولت في السنين الاخيرة إلى ساحة جرداء يكثر فيها المتسكعون وأولئك الذي يولون ظهورهم للمناظر الخلابة خلفهم من أجل التلصص على العابرين أمامهم. هذه الساحة التي كان يخرج إليها أهل طنجة أيام الآحاد والعطل في أناقة تامة إلى جانب السياح الأجانب في الأمس القريب للاستمتاع بموقعها الفريد، صارت اليوم من الاماكن البارزة حيث تكثر بائعات الهوى وتُسمع الكلمات البذيئة بذاءة التصرفات المشينة التي تحدث أمام المارة، خاصة في الليل. ونظرة سريعة على صور هذه الساحة في الأيام الماضية من "الزمن الجميل" كما يحب أن يطلق عليه ممن عاشوا في ذلك الأمس الذي ولى، نظرة سريعة فقط يمكن أن ترى التميز الذي كان يميز هذه الساحة التي تعد من الساحات النادرة في المغرب ككل التي تسمح للزائر بمنظر فريد على مضيق جبل طارق. كانت ساحة أبرز ما يميزها نظافتها وأناقتها، كما كانت من الساحات حيث تزهر فيها الورود وتفوح روائحها أيام فصل الربيع، قبل أن تتحول الان إلى مكان حيث يبول المتسكعون وحيث تنتشر رائحة البول ونتانته. وليست ساحة سور المعكازين إلا مثال فقط من عدة امثلة أخرى بهذه المدينة التي فقدت بريقها الذي شع يوما في"زمن جميل"، ذلك الزمن الذي يتباكى عليه أولئك الذين يذهبون اليوم إلى سور المعكازين لاسترجاع ذكريات الماضي فيجدون أنفسهم ينظرون إلى عيون تنظر إليهم !.