لحظات من الجنة او رد الاعتبار الرمزي في مبادرة متميزة وفي نسختها الثانية نظمت مؤسسة الاعمال الاجتماعية للتعليم بنيابة تنغير حفلا تكريميا على شرف المتقاعدين من اسرة التعليم من جميع مناطق الاقليم وقد بلغ عدد الذين شملهم التكريم خمسة عشر وهم : محمد امجضار – بوجان المختار – امبارك جبراوي – علي سلكان – سيدي محمد ماشيشي – احمد بقمو – محمد وعزيز – احمد المنتكي – ابراهيم وجبور – الحسين معريفة – محمد امرغن- ميلود الطايع- - وايزا زايد – شكري الحسين- عبد الرسول علي ، وهم يمثلون جميع الفئات من اسرة التعليم المحالين على المعاش على صعيد اقليم تنغير برسم سنة 2012 وذلك يوم السبت 18 مايو 2013 بقاعة المركز الثقافي لمنجم اميضر بدعم وتعاون كل من نيابة وزارة التربية الوطنية وعمالة اقليم تنغير والمجلس الاقليمي بها وبلدية قلعة امكونة وشركة معادن اميضر وشركة يوسف الغازي للتجهيزات المنزلية ومطبعة ووراقة تنغير ومجموعة من الفاعلين الاجتماعيين والتربويين ، ابتداء من الساعة الخامسة والنصف مساء الى غاية التاسعة مساء من نفس اليوم ، ومن تنشيط الاستاذ :عزيز قاسمي، وقد افتتح الحفل بتلاوة عطرة من كتاب الله عز وجل من طرف المقرئ مراد حمداني ، وتناوب على القاء كلمات بالمناسبة في حق المحتفى بهم والمناسبة كل من :الكاتب المحلي للمؤسسة : عبد الصمد الحجري وعضو المكتب الوطني للمؤسسة :محمد الزعيم والكاتب العام لعمالة اقليم تنغير ونيابة عن نائب وزارة التربية الوطنية لنيابة تنغير محمد فاضل رئيس مصلحة التخطيط والتجهيز والبناءات والممتلكات بنفس النيابة والمختار مخلوف عن المكتب جهة سوس ماسة درعة للمؤسسة وعن المحتفى بهم :محمد مشيشي ، امام حضور نوعي ومتميز ، تمثل في رؤوساء المصالح الادارية بالاقليم : الكاتب العام لعمالة الاقليم – رئيس المجلس العلمي _ رئيس الامن الاقليمي – ممثل المجلس الاقليمي – اعضاء كل من فرع ورزازات وتزنيت للمؤسسة رئيسي مصلحة الموارد البشرية ومصلحة التخطيط بنيابة التعليم ورؤساء كل من الجمعية الوطنية لمديري التعليم الثانوي والابتدائي والحراسة العامة ومجموعة من الفاعلين في حقل التربية والتعليم والمدعمين ورجال ونساء التعليم وأفراد اسر المحتفى بهم مما يحمل الدلالة الكبرى التي تعكس مدى التقدير و الاجلال لهذه الفئة الاجتماعية التي افنت زهرة عمرها و اعطت بسخاء ونكران للذات من اجل بناء العقول في اطار الاستثمار البشري رهان مستقبل الشعوب و الاوطان ، وقد نوه المتدخلون بهذا الحدث الكبير وفي كلمات مؤثرة اشادت برجال و نساء التعليم باعتبارهم فوانيس للعلم والمعرفة عبر تاريخ الانسانية وفي اوراش الاصلاح من اجل ربح كل التحديات الاقتصادية والاجتماعية ، وهم يستحقون حق التقدير والاعتراف ، وتم التأكيد على ان صلاحية المحتفى بهم مستديمة ومشاركتهم في التنمية التربوية كمستشارين ضرورية لما راكموه من خبرات وتجارب بعد ادائهم للأمانة وتحقيقا للرسالة وهم يتوجون بوسام الفخر ما تبقى من حياتهم، وتكريمهم اليوم لايتجزأ عن عطائهم لعقود من الزمن خلت ، وقد وجه نداء للسطات المحلية من اجل الانخراط في مشروع نادي المدرس وذلك بتوفير بقعة ارضية قصد اخراج هذه المعلمة الاجتماعية التي ينتظرها كل رجال ونساء التعليم بالاقليم بشغف كبير الى حيز الوجود اسوة بالاقاليم الاخرى على الصعيد الوطني . وقد تخللت هذا الحفل الاجتماعي التربوي عملية توزيع الشواهد التقديرية التي تؤرخ للحدث في أجواء فرحة كبرى على جميع المتقاعدين الحاضرين مع التقاط الصور التذكارية ، مع الاستمتاع بمجموعة من الفقرات التنشيطية ، وعلى راسها فرقة كناوة واد تودغى – الفرقة التي سبق لها ان شاركت في كرنفال النيس بفرنسا – والتي شنفت اسماع الحضور بنغمات روحانية وايقاعات وحركات اثارت اعجاب الجميع ، وعلى الركح ابدع وتفنن متعلمي ومتعلمات مجموعة مدارس امان نيقودار في مسرحية استطاع من خلالها الاستاذ احمد زنو بمعية الاستاذ حسن المسعودي ان يجعلا من موضوع التدخين قضية رأي عام في محاكمة علنية صفق لها الحضور بحرارة لترفع الجلسة وبعد المداولة يصدر الحكم بموت السيجارة ، وعلى ايقاع خاطرة الاستاذ عبد الغني جبران القادم من تندوت هسكورة بورزازات ، تحقق للأستاذ نهاية زمن النسيان شكل العصافير والبحر وولادة معرفة شكل السنبلة والرغيف والقمر والشمس وبصمات تربية الاجيال في الشعاب والجبال مع صيانة المشعل بين ايادي آمنة للجيل الصاعد . وترسيخا لثقافة الاعتراف تم تكريم الحاضر الغائب بمدينة ازرو بعد الانتقال اليها الاستاذ حميد العيساوي والذي ساهم في بناء فرع هذه المؤسسة عضوا من داخل المكتب المسير وناشطا جمعويا ترك بصماته بهذه المدينة للتاريخ . وعن مفاجأة الحفل فقد تفضل السيد يوسف الغازي مدير شركة التجهيزات المنزلية على المتقاعدين بعمرة ، وكانت نتيجة القرعة من نصيب السيد محمد واعزيز والذي عبر بتاثر كبير عن فرحته بهذه الالتفاتة ،ليكون هذا اليوم مشهودا في حياته ، وسيظل راسخا في ذاكرة كل المحتفى بهم اليوم وان حظه في القرعة جاء تلبية لابتهاله بر الوالدين ولا مانع لما أعطى الله ... ليتبادل الحضور والمحتفى بهم التهاني في حفل شاي ، بعد ان يتم الاعلان عن دعوة الحضور لوجبة عشاء بفندق براوي . لحظات من الجنة فاضت عاطفة وعبارات رقيقة ، ومع ذلك لم توف المحتفى بهم حقهم في الاعتراف بخدمات عز شبابهم ، آثار الشيخوخة على الظهر و الخدود وعدم القدرة على الكلام توحي بحمولة ماض عنيف ومعاناة ... لتأتي هذه البادرة الاجتماعية برد الاعتبار الرمزي لهم و هم يغادرون في صمت في انتظار التفاتة الجهات الرسمية لصون كرامتهم بالتكريم والتبجيل والاعتراف بما اسدوه من خدمات جليلة للشعب والوطن . .