يرى الأمازيغ في شمال أفريقيا أن الساحة السياسية الجديدة بعد الانتفاضات الشعبية في المنطقة تحمل لهم بداية جديدة. والتقى ناشطون أمازيغ من المغرب وتونسوالجزائر وليبيا ومصر وجزر الخالدات في الآونة الأخيرة في مؤتمر بمدينة طنجة المغربية لتنسيق جهودهم وإطلاق دعوة لمزيد من الاعتراف بهويتهم وثقافتهم ولغتهم. وذكر المشاركون في مؤتمر طنجة أنهم يسعون لتكوين اتحاد شمال إفريقي يضم كل هويات وثقافات ولغات المنطقة. وقال عبد المنعم البري، مدير المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية، «أتمنى أن يؤخذ بعين الاعتبار صوت الأمازيغية. الأمازيغ كانوا دائما يطالبون بأن تنمط هذه القطعة الجغرافية في هوية بعينها وهي العربية أو الأمازيغية.. لأننا لا يمكن أن ننكر أن هناك وجود عربي في شمال أفريقيا لقرون. لذلك يجب أن نحذف هذه النعوت التي تقلق بطبيعة لحال وتهدد رمزيا الكيان الأمازيغي في شمال أفريقيا». واتهمت الناشطة خديجة بن سعيدان رئيسة الجمعية التونسية للثقافة الأمازيغية الزعيمين التونسيين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي بمحاولة طمس الهوية والثقافة الأمازيغية. وقالت «بعد 14 يناير جاءت فكرة مفادها أنه لا بد أن نجتمع ونؤسس اللبنات الأولى للحركة التي بدأت مع تأسيس الجمعية التونسية للثقافة الأمازيغية التي ستعقد أول مؤتمر صحفي لها في 30 من يوليوز الحالي للإعلان عن ولادة الجمعية التي تحمل اسم تيناس للثقافة الأمازيغية واستوحينا اسمها من الاسم القديم لتونس الذي زوره العرب ويخبرونا في كتب التاريخ أن تونس من تؤنس بينما هي تيناس أي المفتاح». وذكر فتحي خليفة عضو المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة في ليبيا أن الانتفاضة الحالية على حكم الزعيم الليبي معمر القذافي تمنح أملا لليبيين وخصوصا الأمازيغ. وقال خليفة «هناك كبت استمر 40 عاما على الليبيين بصفة عامة وعلى الليبيين الأمازيغ بشكل مضاعف.. ولد مش انتكاسة أو تقهقر أو تقوقع.. بالعكس.. هو ولد تراكم وصل الى درجة الكبت. لكن في المجال الطبيعي والحرية والانفتاح والتعددية انطلق وأعطى مؤشرات حالية جد مشجعة ومبشرة بخير ليس لهوية الأمازيغيين فقط ولكن لهوية ليبيا والمنطقة بصفة عامة». ويعيش في مصر زهاء 30 ألف أمازيغي معظمهم في سيوة وبني سويف. وذكرت أماني الوشاحي الناشطة الأمازيغية المصرية خلال المؤتمر أن مشروع القومية العربية الذي تبناه الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر غطى على الهوية الأمازيغية. وقالت «نحن الآن نطالب بالتعددية الثقافية.. الاعتراف بالتعددية الثقافية لأن الثقافة في مصر للأسف ثقافة أحادية منذ عهد عبد الناصر.. هي الثقافة العربية.. إذا تم الاعتراف رسميا بالتعددية الثقافية فسيتم الاعتراف بكل أبناء.. بكل الثقافات.. بما فيها الأمازيغية». وقال فرحات مهني الناشط الأمازيغي الجزائري إن انفصال أبناء الطوائف الأمازيغية عن البلاد التي ينتمون إليها ليس مطروحا. وأضاف «نحن نحب أرضنا وبلدنا ونأمل أن تبنى الجزائر على قواعد أكثر صلابة. لا قاعدة أكثر صلابة من الاعتراف بالهويات الإقليمية التي ستمنح الجزائر وشعبها فرصة الحكم الذاتي وتكوين اتحاد في القمة». ونظم بالتزامن مع المؤتمر مهرجان للفن الأمازيغي استمر أربعة أيام شارك فيه الفنان الوليد ميمون. وكانت أول مجموعات ميمون الغنائية قد فرضت عليها السلطات المغربية حظرا عام 1980. ولكن عودته من منفاه الاختياري ليشارك في المهرجان الأمازيغي بطنجة كانت إشارة إلى جهود الرباط المتزايدة لإعادة الثقافة الأمازيغية إلى الخريطة المغربية. ويجري حاليا تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس والجامعات المغربية واعترف بها الدستور الجديد الذي بدأ العمل به في الأول من يوليو تموز لغة رسمية جنبا إلى جنب مع اللغة العربية.