وضعية التحكيم السوسي في تأزم و احتقان مستمرين جراء السياسة الإقصائية الممنهجة التي تمارس على الحكام السوسيين من طرف اللجنة المركزية للتحكيم.فبعد تهميشها المستمر خلال هذه السنة و الاقتصار على تعيين حكام عصبة سوس الدوليين فقط لأقسام الصفوة و تغاضيهم على إعداد الخلف و البحث عن دعم الحكام الشباب إسوة باللجنة المركزية للحكام التي سبقت اللجنة الحالية، ها هي ذي تسد الخصاص الحاصل في الحكام بالأقاليم المغربية الجنوبية بحكام عصبة سوس، بعد ان تم سد نفس الثغرة الأسبوع السابق بخمس حكام من عصبة الجنوب أضيفوا إلى حكام عصبة سوس الذين بدورهم تلقوا تعليمات للتوجه إلى جنوب المغرب للقيام بدور حكام عصبة الصحراء، الذين بالمناسبة أشد على أيديهم بحرارة جراء الموقف الصلب الشجاع الذي تبنوه تجاه سياسة الإقصاء و التهميش الممارسة من طرف اللجنة المركزية للتحكيم بمعية مديريتها. و هنا على سبيل المثال لا للحصر نذكر أن حكم من الحكام المخضرمين بعصبة سوس تلقى مكالمة هاتفية من مسؤول باللجنة الجهوية للتحكيم على الساعة السادسة مساء يوم الجمعة الماضي يخبره فيها أنه عليه التوجه إلى مدينة العيون لقيادة مقابلة تعد من قمم بطولة قسم الهواة الأول، و الأدهى من ذلك أن أحد الحكام المساعدين الذي تم تعيينه لنفس المقابلة لم يتكمن أعضاء اللجنة الجهوية من إيصال خبر التعيين إليه لعدم توفرهم على رقم هاتفي مشغل، و لم يتمكنوا من التواصل معه إلا في الساعة الثامنة مساء. و لم ينطلق الثلاثي صوب مدينة العيون إلا في الساعة التاسعة مساء. و لكم اعزائي القراء مهمة تصور أسرع وسيلة يمكنها إيصال هؤلاء الحكام لمدينة العيون التي تبعد ب 10 ساعات عبر الطريق و ما يعادل 650 كلم. هؤلاء الحكام المغلوب على أمرهم امتطوا السيارة الشخصية لحكم الوسط لحسن الحظ لكونه يتوفر على واحدة و إلا ... تصوروا و انطلقوا بعد عناء يوم من العمل دون الاستئذان لغياب يوم السبت، و لحسن حظهم ان السيد الحاج محمد جيد لم يهنئ له نوم طيلة ليلة السبت تلك و ظل متتبعا ساعة بعد أخرى مسار الحكام في طريقهم للعيون. الآن تخيلوا معي الحالة البدنية و النفسية التي سيصل بها الحكام في صباح يوم المباراة دون نوم أو راحة؟؟ لا شك انكم تمكنتم من رسم لوحة في مخيلتكم لها. الآن المعطى الأكثر إثارة في الأمر، و هو ان الحكام الذين توجهوا الأسبوع الماضي و المتوجهين الأسبوع الحالي للتحكيم بالأقاليم المغربية الجنوبية لم و لن يتلقوا التعويضات على التنقل المحدد في درهم واحد للكيلومتر و ذلك بتعليمات من اللجنة المركزية للتحكيم و التي غالبا ستنضاف لتعويضات اخرى لا زال أصحابها منتظرون لها منذ الموسم السابق، هذا التعويض الذي يشكل بدوره حيفا في حق حكام أقسام الهواة خاصة حكام عصب الصحراء و سوس و الجنوب، فكيف يعقل أن يتقاضى حكم تعويضا مثلا من اكادير نحو العيون 720 درهما لا غير و يتحمل مشاق و عناء سفر طويل و مطالب بأداء مصاريف تنقل و مبيت و غيرها ؟؟ بينما يتقاضى حكام الصفوة درهمين للكيلومتر كتعويض عن التنقل و 500 درهم كتعويض على المبيت عند معادلة او تجاوز مسافة التنقل 300 كيلومتر. لكم ان تتصورا مختلف السيناريوهات الحسابية و لن تجدوا و لو ذرة عدل في هذه التعويضات. هذا الأسبوع تتكرس السياسة الأسبوعبة لتهميش الحكام السوسيين عبر تعيين حكمين لإدارة مباريات القسم الأول هواة في سابقة من نوعها بعدما ظلت اللجنة المركزية للتحكيم تقدم على تعيين 3 حكام فقط لا غير طيلة الدورات السابقة رغم انه و خلال هذه الدورة سوف يستفيد حكم من عصبة تادلة من إدارة مقابلة بأكادير، إضافة إلى حكم من عصبة الغرب و أخر من عصبة مراكش. يا للعجب فرق عصبة سوس أضحت حقلا خصبا للحكام من باقي العصب بينما حكام عصبة سوس يمارس عليهم حضر التجول. أما باقي التعيينات بالتراب المغربي فلكم نصيحة زيارة الموقع الرسمي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للوقوف على نسبة تعيين حكام كل عصبة في جميع أقسام البطولات الوطنية .أما تعيينات القسم الثاني هواة فقد همت مباراة واحدة بأكادير و اخرى بتكوين بينما تقتصر الاخرى على المباريات الخاصة بالأقاليم الجنوبية أقرب نقطة فيها هي مدينة أخفنير و التعيينات الاخرى هي حسب قرب المسافة كالتالي : ثلاثيتان بطرفاية واحد منهم بالقسم الأول هواة ،ثلاثي بآسا، ثلاثي بالعيون ،ثلاثي بالسمارة، ثلاثي بالداخلة. الاحتقان بعصبة سوس وصل اوجه و بعض الحكام خلال الاجتماع الأسبوعي للحكام نددوا بما يمارس على الحكام السوسيين من حيف و ظلم و تهميش و خصوصا تغاضي اللجنة الجهوية للتحكيم بسوس و غظها للطرف على ما يحدث بذريعة عدم توفرها على معطيات التعيينات بالمغرب كله و مساندة هذا التجاهل من طرف مسؤولي عصبة سوس الذين لا يلون ادنى اهتمام لحكام عصبتهم. هذا الضغط الذي يعاني منه الحكام السوسيون جعل بعض الحكام يطالبون بالإلتحاق بركب حكام عصبة الصحراء و تجميد نشاطهم التحكيمي وو ضع اللجنة المركزية للتحكيم امام وضع اكثر تازما في ظل عدم اهتمامها بما قام به حكام عصبة الصحراء. و عندها سيكونون مجبرين على التواضع و النزول من كراسيهم للتواصل و التحدث مع الحكام و دراسة ما يعانوه. القريب العاجل كفيل بإظهار هذا و زيادة الاحتقان توليد الانفجار ، و في انتظار ذلك حظ موفق لحكامنا الشجعان. من: حكم سوسي