بعض مسيري فرق الهواة ربما يلاحظ أنهم في الطريق الى اتخاذ ملف فرق الهواة مطية مطالبات ما نزل بها سلطان ، وبالتالي ربما سيتخذ الملف تطورات تعجيزية مستقبلا ، ستكشف أن القوم منقسمون في تقييم سقف المطالب ، ما بين فرق قنوعة وأخرى ربما اتضحت أمامها صور أخرى ، تحاول اتخاذ وزارة الشباب والرياضة والجامعة طرفا أساسيا في تسيير نواديها ، لتنزاح بذلك تلك المؤسسات عن دورها التدبيري العام ، إلى مورد قار للدعم المالي . مناسبة هذا الكلام ، التصريح التالي لمسؤول كان من المفترض أن يمثل الهواة في المكتب الجامعي الجديد، لولا الرياح التي عصفت بنتائج ذلك الجمع ، فقد تساءل عبر برنامج إذاعي رياضي بحر الأسبوع الجاري بما معناه : " هل تعتقدون أن مجرد توصل فرق الصحراء بالحافلات ينهي متاعب تلك الفرق؟ ومن أين لهم بميزانية الوقود ؟ " ، أي أن الجامعة والوزارة لن تنتهي مسؤولياتها باقتناء حافلات ، بقدرما هي ملزمة كذلك بإحداث بنود في ميزانياتها تكون خاصة بوقود حافلات فرق الهواة ، وهذا مطلب غريب ، يجعلنا نتساءل عن جدوى المكاتب المسيرة أصلا إن كانت الجهات المذكورة ستتكلف بتلك الجزئيات ، علما بأن الأمر سيتعلق مستقبلا بأكثر من تسعين فريقا ، ولكل فريق فئات .. نحن أمام مطلب لا يدخل ضمن مسؤوليات الوزارة والجامعة بالمرة ، وبالتالي قد نكون مطالبين بأجرأة شراكة بينهما ووزارة النقل والتجهيز في هذه الحالة ، في انتظار ظهور مطالب أخرى ، قد تدخل ضمنها قطاعات أخرى جديدة ، كوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ، بفعل تركيبة لاعبي جل فرق الهواة ، وهي من القطاع التلاميذي والطلبة ، وبما أن عدد المباريات المؤجلة سيستدعي مباريات أربعائية فقد يتطلب الأمر حرمانهم من حصص دراسية ، وربما متاعب أخرى … ملف الهواة نلاحظ أنه بدأ يتخذ أبعادا نصنفها ضمن خانة اللامسؤولية لدى فئة من المسيرين ، بل نعتبرها مساومات لمداراة عجز البعض عن تسيير نواديهم ، دليلنا في ذلك محك العطاءات والنتائج ، فلا ممثل عن الهواة في مجالسة الأعضاء الجامعيين أطلع المسؤولين على ملفات تهم التقارير المالية الدقيقة لمجمل أندية الهواة ، لكي يتم الانطلاق منها في تقييم الحاجيات ، فالصورة غير متجانسة ، وإلا فلنقارن ميزانية فرق مثل سريع قطن وادزم ، نهضة الزمامرة، أمل تيزنيت ، اتحاد فتح انزكان، شباب المحمدية وغيرها ، بميزانية فرق أخرى مثل وفاء وداد أو مولودية العيون ومولودية اسا والداخلة .. نحن مع المطالب المشروعة فعلا لفرق الهواة ، سواء في حقها على مستوى التصويت في الجموع العامة ولو بواقع صوت لكل فريق، أو في حقها على مستوى الاستفادة من حقوق مادية عن تكوين لاعبيها الذين سيلتحقون بأندية النخبة ، بتغيير وتحديث أشكال الاستفادة الهزيلة الجاري بها العمل ، وكل المطالب الموضوعية .. لكننا ننظر بعين النقد والاختلاف لمطالب من نوع تقسيم أندية الأول هواة الى ثلاثة أشطر، ففي ذلك عزل لأندية الصحراء ، وكأنها لاتنتمي إلى رقعتنا الجغرافية الكبرى الممتدة من طنجة الى الكويرة ، في وقت تنفق فيه الدولة منذ أزيد من أربعين سنة ، وبسخاء، من اجل ربط التنمية الشاملة بين كل أرجاء الوطن ، ومن غريب الصدف أنه لم يسبق لفرق سوس ودرعة التي ألفت مجاراة ملاعب الاقاليم الجنوبية ، بكل وسائلها الضعيفة في الثمانينيات ان تبرمت من الوضع ، فكانت هذه نغمة جديدة ، أصبحنا نسمع بها بعد اندحار فرق عتيدة من أندية النخبة صوب أقسام الهواة … وننظر بكل أنواع الاختلاف الى إحياء مباريات السد من أجل الصعود في حال إحداث شطر ثالث ، لكون نضال رجالات الهواة الأفذاذ منذ عقود كان عنيفا في اتجاه إلغاءها ، وليس منطقيا اليوم ، وبعد رحيل جلهم ، التفريط في ذلك المكتسب ، سيما وأنه بصيغة التباري الثلاثي ( أتحمل كافة المسؤولية في كلامي التالي ) قد يكون فرصة لتلاعبات ، وملفات قضائية لاقدر الله … إننا امام مطلبين في واقع الأمر : الأول يعني الوزارة والجامعة ، والثاني يهم تأهيل التسيير والتدبير على مستوى فرق الهواة ، فطريقة جموع عامة كثيرة توضح انها صورة للعبث والقفز على القانون لخلق توافقات غير قانونية ، وصورة مصغرة لمسرحية طريقة الجمع الجامعي الأخير، كما أن عدم ربط تدبير الأمور التقنية بشواهد كفاءة في فرق الهواة ، إسوة بدبلوم (ب) للثاني للنخبة ودبلوم ( أ) للأول للنخبة ، يحول التأطير إلى مغامرة ، لكنها وكيفما تكن الأحوال مغامرة غير مبنية على أسس كفاءة علمية يقتضيها مجال تدريب اللاعبين الناشئين ، ولعل معاناة المدربين من " الفصل بالتراضي " في أقسام الهواة يستجيب لأهواء مسيرين دون أن يرتكز على نتائج ( قد يحتل فريق من الهواة الصدارة أو يحقق نتائج باهرة ، ورغم ذلك ينفصل عن مدربه )… استنتاجا لما سبق ، هناك فراغ في التقييم الفعلي لبطولة الهواة ، وبالتالي يتطلب الأمر بحثا ميدانيا تشريحيا ، ومناظرة كبرى ، لتحديد خارطة طريق مستقبلية ذات أهداف ممكنة التحقق، بحيث أن الواقع الكروي اليوم هجين ، بحيث أن فرقا كثيرة في القسم الثاني للنخبة ما هي إلا فرق هواة في الأصل، معاناتها شبيهة بمعاناة مثيلاتها ، ماديا وتقنيا ، وفي قسم النخبة تحايل على دفتر التحملات ، بشكل يجعلنا أمام فرق قسم ثاني للنخبة زج بها في بطولة أريد لها قسرا أن تكون احترافية ، لكن حين نتساءل عن معايير تلك الاحترافية ، ارتد السؤال وهو حسير ، ومن الغباوة مثلا مقارنة إمكانيات ومؤهلات فرق معلومة في ذات القسم مع فرق تتمركز في الرتب الدنيا ، دون طموح إلا في المحافظة على بقاءها ..