تدخلت السلطات العمومية باكادير لفك اعتصام ازيد من 60 فلاحا من اولوز بقوة وإبعادهم الى حي تراست بانزكان على متن حافلة عمومية. وقال إدريس عقيق من نقابة الفلاحين باولوز (الاتحاد المغربي للشغل بتارودانت) أن الطريقة التي تم بها ابعاد المحتجين من امام مقر الولاية، لاتمث بصلة بدولة الحق والقانون من قريب او من بعيد، حيث عملت القوات العمومية بدفع المحتجين "كاكباش عيد الاضحى"، حيث استعملت فيه الهروات لابعادهم من مكان اعتصامهم. وتم شحنهم بقوة في حافلة عمومية عملت على نقلهم الى حي تراست بانزكان، بعيدا عن المدار السياحي لاكادير. وقد نفذ هؤلاء اعتصامهم يوم الاثنين فاتح دجنبر الجاري أمام مقر ولاية اكادير، وسط انزال امني كبير. ودام الاعتصام ساعة كاملة، احتجاجا على ما آل إليه الاتفاق الذي التزم به عامل اقليمتارودانت اتجاه هؤلاء،الذين نظمو اعتصاما خلال الأسبوع الأول من نونبر الماضي امام مقر عمالته، حيث قضوا ليلة باردة، للتعبير عن استمرار معاناة الفلاحين الفقراء بأولوز من مخلفات سلوك رئيس إحدى الجمعيات الذي ما زال يستغل الأرض و الماء و الإنسان في غياب شبه تام لتدخل السلطات. واسفر الاعتصام عن اتفاق بين الفلاحين وعامل الاقليم، الذي وعد بعقد لقاء قريب باولوز لحل مشاكل الفلاحين، الشيء الذي لم يحصل. وأكد مسؤول بنقابة فلاحي أولوز(الاتحاد المغربي للشغل) أن ظروف هؤلاء الفلاحين في تردي مسترسل جراء الاستغلال الذي أجج الأوضاع في أوساط الفلاحين، ما دفعهم للتعبيرعن غضبهم والنزول إلى تارودانت والاعتصام أمام مقر العمالة. وإذا كانت الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها نقابة الفلاحين أمام مقر عمالة تارودانت، قد أسفرت عن فك اعتصامهم وتحديد يوم 20 نونبر 2008 بأولوز كتاريخ للفصل بين فلاحي تفرزازت و رئيس الجمعية، فإن مسؤولا بالنقابة أكد ان وعود العامل تبخرت ولم تفضي لاي حل لمعضلة هؤلاء الفلاحين،لذلك قررنا، يضيف المسؤول تنظيم وقفة امام مقر ولاية جهة سوس ماسة درعة باكادير طمعا في تدخل الوالي لانصاف الفلاحين المتضررين. وتعود تفاصيل معاناة فلاحي اولوز،حسب ذات المسؤول النقابي، الى نهاية الثمانينات عند بناء سد أولوز مما سبب في نبض عدد من عيون في سافلة السد المذكور، إلا ثلاثة منها تتغدى فقط على تسربات السد. وأضاف أن من بين هذه العيون ساقية تفرزازت التي تشرف على أراضي 12 دوارا، أهمها زاوية "سي القرشي" و"تركانت" و"تملت" وتزمورت القريبة من مركز أولوز."لقد بدأت معاناة الفلاحين الصغار والفقراء، يقول النقابي، بعد بناء السد، خاصة و أن ساقية تبومهاوت المجاورة لساقية تفرزات قد نبضت بعد حجز المياه بحقينة سد أولوز. وللخروج من هذه الورطة عمل المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي سنة 2001 على تأسيس جمعية مستخدمي المياه للإغراض الزراعية بأولوز من أجل تدبير الأزمة. ويتذكر الجميع، يضيف قائلا، أن تأسيسها تم في جو من الرعب الممارس ضد الفلاحين الصغار والفقراء بساقية تفرزازت الرافضين لهذه الجمعية، حيث طوقت القوات المساعدة مقر الجماعة، كما منعت أي تعبير عن الرفض وقمعت كل محاولة للمعارضة. وهكدا، يوضح المسؤول، تم تأسيس الجمعية قسرا واستولى الإقطاع المعروف باولوز عليها، الشيئ الذي حرم مجموعة من الفلاحين الصغار والفقراء من الاستفادة من مياه الري. وهذا ما دفع ببعض هؤلاء الفلاحين إلى اللجوء إلى العدالة من أجل إنصافهم فيما بقي بعضهم ينتظرون ما ستؤول إليه المحاكمة. وجاء الاحتجاج أمام مقري العمالة والولاية، بعد أن نظمت عدة احتجاجات ضد رئيس الجمعية، كان أولها الوقفة الإحتجاجية أمام قيادة أولوز في 09 أبريل 2008، والوقفة الاحتجاجية الثانية أمام مقر الجماعة أثناء انعقاد الجمع العام التجديدي يوم 22 يونيو 2008 بعد إعلان انسحاب فلاحي تفرزازت من الجمعية. وتقول النقابة التي حذرت السلطات بعد قيامها بمنح وصل الإيداع التجديدي للرئيس لتزكية شرعية خروقاته، أن الجمع العام شابته عدة خروقات، إذ تم إغراقه بأشخاص لا علاقة لهم بالفلاحة، كما أن التقرير المالي يعتبر مغشوشا، حيث نص على فائض بلغ 4 ملايين سنتيم، علما أن مداخيل الجمعية طيلة 8 سنوات فاقت 700 مليون سنتيم، ولم تكن لها مصاريف سوى أجر 4 مستخدمين مكلفين بتوزيع المياه.