سعيد نور الكعوش / أكادير المناسبة و الزمان كانا الدورة 15 من البطولة الوطنية لكرة القدم في عشية سبت مشمسة ، المكان كان الملعب البلدي الإنبعاث ، أما أنا فقد أغاضتني كثيرا تصرفات الغير مفهومة لمسؤولي فريق حسنية أكادير مع محيطهم الخارجي الذي يدفع ، بشكل أو بآخر النادي نحو الأمام ، بالرغم من نتائجه المتواضعة طيلة المواسم الثمانية الأخيرة على جميع المستويات ، ... أسطري هاته لا تناقش بتاتا ، انتدابات الفريق الفاشلة ، أو صلاحية بعض مسؤوليه ، أو حتى السياسة العنصرية التي يمارسها كوادر الفريق مع باقي فروع الحسنية الإتحاد الرياضي لأكادير ، بقدر ما ستتطرق إلى سياسة الحيسا في التعامل مع إعلاميي الجهة بصفة خاصة ثم مع جمهور الفريق و سنده من جهة ثانية . على أي ، سأعود بالذاكرة دورات إلى الوراء ، عندما منع صحافيو الجهة من ولوج الملعب بعيد انتهاء مقابلة الحسنية ضد المغرب الفاسي وحرمانهم من رصد كواليس المباراة و إجراء حوارات و مقابلات ، ومن بين هؤلاء رئيس اللجنة الجهوية للصحافة الرياضية ومحررون آخرون بجرائد أخرى جهوية و وطنية ، السبب كان ، جوابا روتينيا أو "تعليمات" حالت دون أن يوصل هؤلاء المعلومة إلى المتلقي بيسر و سهولة . اليوم وقبل دورات ، منعت شأني شأن بعض الزملاء من الدخول إلى الملعب ، فقط لأن المنصة لا تحتضن أمثالنا ؟؟؟؟ بالرغم من أحقيتنا و صلاحية بطائقنا المهنية . الموقف يطرح أكثر من علامة استفهام ، ويستدعي أن نقف عنده لحظات ، نساءل من خلالها هؤلاء : لماذا يدخل من غير حسيب و لارقيب من لا علاقة لهم بالنادي و الرياضة من قريب أو بعيد ، بدعوى أنهم " شخصيات " وازنة من عوالم أغلبها مجهول ؟ سياق الكلام يجرني ، لإستحضار موقف جارح تعرض له أحد قدماء النادي ، يروي تفاصيله في حوار مطول أجريته معه بمنزله ، يحكي بمرارة و حسرة أنه قضى أكثر من عقد من الزمن في خدمة النادي و الدفاع عن ألوانه ، وعندما أراد ، في لحظة حنين ، التعرف على مستجدات النادي عن كثب ، تعرض لطرد تعسفي من الملعب ، الحاج لحسن أمزال مدافع الحسنية إبان سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي ، هو الأن منسي و قليلون فقط من يعرفونه شأنه شأن كثيرين . أندية أخرى غير الحسنية ، تولي إهتماما بإعلامييها و تكرمهم ، أما الغزالة السوسية فتفتقد هاته الشيمة ، ثم كيف ذلك بعد أن تعرض مدير جريدة رياضية جهوية للطرد و السب و الشتم ، من طرف رئيس النادي محمد أبو القاسم بعد أن تناوله كاريكاتير أولى أعداد الجريدة ؟؟ إذن ... الحادث كان سببا كي أدخل ملعب الحسنية مع جمهورها المتعطش ، وأرصد عن كثب نوعية المعاملة التي يتلقاها ، بالطبع ، هي مقلقة سب و شتم وأجواء مشحونة بين مداخل الملعب التلاثة مناسبة أجر من خلالها إلى أذهان القراء ، ما تعرض له كذلك يوسف أو كما تعرفه الأوساط الرياضية بالطقطوقة ، عندما رفض رئيس النادي أن يعود الطقطوقة في الحافلة رفقة لاعبي النادي ، عندما تقطعت به الحبال بالعيون ؟ لربما هاته هي الطريقة المناسبة لشكر ورد الجميل لمن يقلب الملعب رأسا على عقب تشجيعا وحبا للحسنية : مأساة أن يقف المسكين وسط الطريق ، بين راحة اليأس و تعب المناضلين رغم كل شيء أنا متفائل ، فقد يحل الملعب الجديد مشكل الإكتظاظ قبالة الإنبعاث ، وأكيد سيكون قيمة مضافة للنادي و تاريخه العريق ، لكن ، هل ستتغير عقلية مسيري الحسنية بتغيير مكان إجراء المقابلات ؟ السؤال حتما ستناقش تفاصيله الأيام القادمة .