قال رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية المغربي، إنه على استعداد لترك منصبه والرحيل استجابة لمطالب التلاميذ في عدد من المدارس، الذين خرجوا احتجاجا على تطبيق نظام إلكتروني جديد استحدث آليات لمتابعة دراسة الطلاب، وأطلق عليه اسم «مسار». وأضاف بلمختار، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي بالرباط أمس، أنه لا مشكلة في رحيله عن المنصب.. «فأنا في آخر فترة من حياتي، وليس لدي أي هدف للتشبث بالمنصب الوزاري»، مشيرا إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في مستويات التلاميذ المتدنية، ومشكلات مسارهم الدراسي، حسب تعبيره. وأردف بلمختار قائلا: «يؤلمني جدا المستوى الذي وصل إليه التعليم في بلادنا، حتى أصبحت الشهادات الدراسية بلا معنى، مع غياب المعرفة والكفاءة». وقدم الوزير المغربي رفقة كبار معاونيه شروحا مفصلة حول آليات عمل نظام «مسار» الإلكتروني، المستحدث لمراقبة ومتابعة المسار الدراسي للطلاب في كل المدارس الحكومية والخاصة، وفق منظومة جديدة أثارت كثيرا من ردود الفعل، بعضها كان غاضبا، وتمثل في اندلاع مظاهرات واحتجاجات في المدارس. ونفى الوزير بلمختار أن يكون على علم بوجود «مزايدات سياسية»، أو وجود جهات سياسية محددة تقف وراء احتجاجات التلاميذ، قائلا إن دراسة إقامة النظام الجديد بدأت منذ فترة، وإن رؤيته الأولى وضعت في بداية 2010، ومر النظام بمراحل التخطيط، والبرمجة، والتجربة، وبدأ التطبيق الفعلي في يونيو (حزيران) الماضي، خلال إدارة سلفه محمد الوفا للوزارة، وقال بلمختار: «إذا قام وزير سابق بعمل جيد، فيجب أن نتابعه ونثمنه ولا نلغيه». وأضاف: «كان بإمكاني تجنب المشكلات واللغط المترتب على النظام، وذلك بإلغائه، لكنني صممت على مواصلة العمل فيه لأنه يخدم تطور المنظومة التربوية في المغرب». وأشار وزير التربية المغربي إلى أن المشكلات التي ظهرت طبيعية وبسيطة، وأن تطبيق النظام يتيح معرفة الاختلالات التي يواجهها ومن ثم حلها وتجاوزها. ونفى أن يكون النظام وضع فقط من أجل تنظيم النقاط المتحصل عليها في المسار الدراسي، وقال إنه أشمل من ذلك، لأنه يضم كل المعلومات والمعطيات والتقويمات بحق كل تلميذ، ويسمح بمتابعة دراسته وحتى انتقالاته بين المدارس، ويتيح معلومات التلميذ لأسرته كذلك، والأهم، يقول بلمختار، هو أن النظام يسمح بقياس الحجم الحقيقي للتسرب من المدارس، حيث إنه يتابع التلاميذ الذين يتوجهون إلى التكوين المهني، وكانوا يعدون في السابق من المتسربين نهائيا من التعليم. وسجل في نظام «مسار» ستة ملايين ونصف مليون تلميذ في 11 ألف مدرسة بمختلف مناطق المغرب، وكلف أربعة ملايين درهم مغربي (نحو نصف مليون دولار)، بحسب المعلومات التي قدمها وزير التربية، التي تشير إلى أن كل مدير مدرسة لديه كلمة سر خاصة به تمكنه من الدخول إلى النظام، في حين تسعى الوزارة إلى أن يكون لكل أستاذ حساب خاص مع كلمة سر على النظام. وقال الوزير بلمختار إن قطاعه يعمل وفق آلية تشاركية مع مديري الأكاديميات التربوية الإقليمية، ومديري المؤسسات التعليمية، وأكد أن الوزارة زودت مديري المدارس الواقعة في مناطق نائية بأجهزة كومبيوتر محمولة، ووصلات للإنترنت، تمكنهم من مسايرة باقي المؤسسات في المدن الكبرى، والعمل باستخدام نظام «مسار». ويهدف «مسار» إلى تطوير وإرساء منظومة معلوماتية متكاملة تمكن من إرساء طرق عمل جديدة لتسيير المدارس، ويسعى كذلك، وفقا لمعطيات وزارة التربية المغربية، إلى تكوين قاعدة معطيات وطنية شاملة توفر إمكانية التتبع الفردي للتلميذ ومساره الدراسي، وفي وقت لاحق يسعى النظام إلى إحداث مواقع إلكترونية لكل المؤسسات التعليمية.