يأتي في مثل هذا اليوم من كل عام الاحتفال بعيد الطفل الفلسطيني ، ومما لاشك فيه أن تخصيص يوم للطفل الفلسطيني لهو تقدير بسيط لمعاناة هولاء الأطفال تحت وطاة الاحتلال الإسرائيلي ، الذي لايحترم ولا يلتزم بقانون دولي ولا أتفاقات دولية ،وأن كنت أود التأكيد علي أنه لايوجد عبر التاريخ محتل وجدنه رحيماً باطفال ، رؤفاً بالنساء ، محترماً للشيوخ ، حافظاً لكرامة الرجال ، فالولايات المتحدة الإمريكية التي احتلت العراق تحت مذاعم الديمقراطية ، وإزالة الاستبداد عن العراق ، وتحويليها إلي واحة للديمقراطية في الشرق الأوسط ينهم منها باقية الأنظمة العربية ، نري يومياً أنفجرت واعتقالات ، وهل خُفي عن مسامع وأنظار العالم أنتهاكات وفضائج الجيش الإمريكي في سجن أبو غريب وغيره ، هل سلمت النساء والفتيات من جرائم الأغتصاب وهتك العرض ، أم هل سلم الأطفال من الأغتصاب ، والاعتقال ، والتعذيب ، والقتل ، أم هل سلم الرجال حتي من حق الحياة الكريمة وحفظ الكرامة ، لم نري مستعمر عبر التاريخ البشري لم يُعذب ويعتقل ويقتل ويغتصب ويحرق ويدمر ، وهذا لأن الأحتلال هو عمل عسكري ظالم ليس له شرعية قانونية ولا دولية فلابد ينتج عن الظلم والخروج عن القانون والشرعية أعمال من نفس الفصيل أي ليس لها من الشرعية شئ. ويأتي الأحتفال بيوم الطفل الفلسطيني هذا العام في ظل أجواء تترك أثار نفسية علي هؤلاء الأطفال تجعلهم لاينعمون بحياة طبيعية ، فلا يزال عام 2010 للفلسطينين هو عام لممة جراح عام 2009 ، فلقد ارتكبت إسرائيل العام الماضي مذبحة جماعية علي أنظار ومسامع العالم أجمع ، الذي وقف ينتظر النتائج ، وأكتفي بعد الضحايا أن تمكن لأن إسرائيل لم تسمح حتي بالكشف الحقيقي عن عدد الضحايا،والتنديد والشجب والأدانة وتقديم الصداقات في شكل معونات مادية وطبية وغذائية ، تلك المعونات التي حاولوا من خلالها ستر ماء الوجه . فخلف العدوان العسكري السافر الإسرائيلي ، تدميراً شبه كامل للمدراس والمستشفيات والمنازل وللبني التحتية للقطاع ، الأطفال الذين يشكلون 56% من سكان قطاع غزة ، كانوا هم أكثر ضحايا القطاع ، فكانت أكبر نسب القتلي والجرحي من الأطفال ،فقتل أكثر من 330 طفل وأصيب المئات بجراحات بالغة سيظل يعيش بها هؤلاء الأطفال . ناهيك عن أستمرار حالة الحصار الذي تفرضه إسرائيل علي القطاع ، فتحرم سكانه العزل من دخول الأدوية الضرورية والمواد الغذائية اللازمة ، حتي حركة مرور الأفراد وتنقلهم في غاية من الصعوبة ، حتي أن الأم تخشي مغادرة القطاع لتحرم من رؤية ابنائها إلي أجل مسمي . أضف حالة الأنقسام الداخلي بين الفصائل الفلسطينية وحالات الأقتتال الداخلي ، وماتخلفه من تأثير نفسي بعدم الشعور بأمان وافتقاد الوحدة ، علاوة علي أفتقاد الكثير من الأطفال لابائهم الذين أما معتقلين لدي أي منهم ، أو وقعوا قتلي أثناء أقتتال بينهم ، وكأن الفلسطينين قدر لهم مرارة الأحتلال ، والأنقسام إلي فصائل متحاربة . والأكثر ألماً هو غياب رؤية واضحة لمستقبل هؤلاء الأطفال ، في ظل تسويف إسرائيل للمفاوضات غير المباشرة ، واختلاف الفصائل حول رؤية السلام والتفاوض مع إسرائيل ، حيث أن إسرائيل تسعي لعرقلة كل محاولات التفاوض لكسب وقت أكبر تخلق به حقائق إسرائيلية علي الأرض الفلسطينية من تهويد للقدس ، وزيادة المستوطنات ، وتهجير وطرد المقدسين ، وربما بهدم الأقصي وبناء الهيكل ، فماذا يبقي بعد ذلك للتفاوض مع إسرائيل الا الخضوع لكل أملاءت إسرائيل ورغباتها ، لم يبقي شئ للتفاوض ، لم يبقي سوي الخضوع لما تحدده وتمليه علينا إسرائيل . وفي ظل هذه الظروف من حصار واقتتال وخلافات بين الفصائل الفلسطينية ومخالفات حرب معنوية ومادية يحي في ظلالها الفلسطينيون ، وضياع الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية ، وفي تقدم مسيرة المفاوضات ، بل أن التقدم الأوحد لحركات إسرائيل السريعة بتهويد القدس وطرد وتهجير المقدسين ، وبناء كنيس الخراب ، وشراهة بناء المستوطنات ، والهجوم ومحاولات الهدم سريعة الخطي للاقصي ،هل يبقي للأطفال الفلسطينيون أن يحيوا حياة كريمة او طبيعية أو يبقي لديهم أملاً في غد . ويبقي التذكير بأطفال العراق والسودان ولبنان والأمة العربية والإسلامية الذين يحيون جميعاً تحت وطاة وتهديد الظلم والقوي العسكرية ، ولايسعيني الأ القول بأن مهما طالت دولة الظلم فلابد لها من نهاية ، والأيمان بأن الحق هو الذي يبقي وينتصر هو الدافع لهؤلاء الأطفال بالغد الأفضل الذي ينعمون فيه بحياة طبيعية كريمة ومستقبل أفضل .