رجّح الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، أن تشهد أسعار الأضاحي ارتفاعا محسوسا بنسب تتراوح ما بين 10 إلى 15 بالمائة، خلال عيد الأضحى، مرجعا السبب إلى قلة العرض وتزامن العيد مع عدة مناسبات وعوامل أخرى مؤثرة كالتهريب، غلاء الأعلاف، جشع بعض سماسرة السوق، وأكد أنه أمام ضعف القدرة الجزائرية، فإن نصف الجزائريين لن ينحروا. وأوضح “الحاج الطاهر بولنوار" من اتحاد التجار والحرفيين، أمس، في تصريح للموقع الإلكتروني"كل شيء عن الجزائر"، أن عدد الأضاحي التي ستنحر هذا العام تتراوح ما بين 3 ملايين إلى 4 ملايين أضحية بمعدل واحدة لكل 5 أفراد، مشيرا إلى أن عدد رؤوس الماشية أي العرض لم يتغير مقارنة بالعام الماضي أي 20 مليون رأس، وهي غير كافية مقارنة بالكثافة السكانية، أضف إلى ذلك أن عددا كبيرا منها موجه للتهريب خاصة إلى البلدان المجاورة كمالي وتونس، كما اتهم نفس المتحدث، البزناسية مما يقومون بالمضاربة في أسعارها حتى وصلت إلى 5 ملايين سنتيم وأكثر أحيانا، واصفا إياهم بالمتطفلين على المهنة وهمهم الوحيد الربح السريع على حساب الموال الذي يكيد بخسائر فادحة وكذا المواطن البسيط الذي يجد نفسه مجبرا على الشراء ولو بأسعار مرتفعة، في الوقت الذي يجنون فيه هم أموالا طائلة بلا عناء. وأمام الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف التي قال أن سعر القنطار الواحد منها تجاوز 4500 دينار، فإن اغلب مربي الماشية قد هاجروا هذه المهنة بعدما أعلنوا الإفلاس، وحمل ذات المتحدث، وزارة الفلاحة والتنمية الريفية المسؤولية فيما يحدث في القطاع، بسبب إهمالها وعدم تشجيعها للموال وتركيزها على استيراد اللحوم حيث تستثمر300 مليون دولار قيمة استيرادها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على افتقار الوزارة إلى إستراتيجية للإنتاج حسبه، في وقت يتغنى فيه الوزير برفع العرض إلى 26 مليون رأس، إلا أن المعطيات تكذب ذلك جملة وتفصيلا. وبالرغم من أن الجزائر تتوفر على إمكانيات هائلة تجعلها تحقق الاكتفاء الذاتي بل وتصدر إلى الخارج، ومن اجل تشجيع الإنتاج المحلي، أكد الطاهر بولنوار على ضرورة غلق المنافذ أمام المستوردين، وعدم منحهم القروض البنكية، خاصة إذا علمنا أن معظم المربون أصبحوا يفكرون في الشراكة مع المستوردين، ودعا الحكومة الجديدة لإلغاء الأسواق الفوضوية المنتشرة هنا وهناك، التي تؤطر الممارسات غير أخلاقية وتقفز بأسعار المواشي إلى أكثر من أربع مرات سعرها الحقيقي، والاهتمام أكثر في الاستثمار في ثروة الماشية.