كثيرة هي حالات استنزاف الثروات الغابوية التي كانت تزخر بها جماعة بركين والتي بفضلها كانت مصنفة من أغنى الجماعات على المستوى الوطني ، وكثيرة هي الحالات التي تم فيها ضبط مهربي خشب الأرز متلبسين،إلا أننا وساكنة جماعة بركين وكذا إقليمجرسيف لا يعرفون العقوبات الصادرة في حق المتورطين . فحسب بعض المصادر الموثوقة لجرسيف 24 التي كشفت عن حيثيات فضيحة جديدة البارحة الجمعة 23 مارس، حيث تم قطع شجرة أرز بغابة تامجيلت ببوزمور من طرف مجهول، مما دفع بأحد أعوان السلطة للاتصال بالجهات المسؤولة قصد إخبارهم بهته الجريمة النكراء، التي طالما تكررت بمجموع الغابات المعروفة بجماعة بركين ، إلا أن ما وقع كان مخطط له ومحبوك، فقبل أن تضع السلطات يدها على الشجرة التي تم قطعها اختفت بقدرة قادر بالإضافة إلى محاولة إخفاء معالم الجريمة. كما تعتبر هذه العملية الثانية حسب نفس المصدر في ظرف 15 يوما بمنطقة أجدير أملال، إلا أن هذه الحالة التي سبقت الحالة الأخيرة، عاينتها السلطات المختصة لتختفي في اليوم الموالي ، هذا ما دفع بالساكنة إلى طرح مجموعة من التساؤلات حول حيثيات هذه النازلة وكذا عن الوجهة التي أخذتها شجرة الأرز هته. قد يتساءل سائل ويقول أنها مجرد شجرة فأين المشكل؟ فكثيرة هي الأشجار التي تتساقط يوميا أمام أعيننا ولا نعيرها أي اهتمام؟ إنها شجرة الأرز يعرف قيمتها من يشرف على قطعها بالقدر الذي يعرف قيمتها من يبكي على فقدانها، فبغض النظر عن قيمتها المالية التي تبلغ ما بين 10 آلاف و 20 ألف درهم للمتر كيب، ويقاس طول الشجرة الواحدة ما بين 30 متر إلى 40 متر وأن محيطها الدائري قد يصل في بعض الحالات إلى حوالي 15 متر مربع ، فان غابات شجرة الأرز تعتبر الحلقة المهمة في الدورة الايكولوجية بالكرة الأرضية، ناهيك على أن قطع شجرة الأرز يعني أن المدة الزمنية لخلفتها تتطلب قرنا من الزمن، حسب ما أدلى به أحد المطلعين لجرسيف24. فقد سبق لعامل عمالة إقليمجرسيف وأن زار المنطقة ووقف شخصيا عما تتعرض غابة الأرز بجماعة بركين من إتلاف ، حيث أعطى أوامره من أجل ترحيل آلات مخصصة لقطع شجر الأرز كانت موجودة وسط الغابة، كما وجه تحذيراته من مغبة وضع اليد على كل من سولت له نفسه تخريب الغابة وعيا منه بالدور المهم لهذه الشجرة، إلا أن كل ذلك لم يأخذ بعين الاعتبار نظرا إلى حجم عصابات الذهب الأخضر وطريقتها المافيوية في التنظيم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية تزامنت مع إطلاق صراح المتورط في عملية تهريب خشب شجر الأرز بواسطة سيارة الإسعاف المنجزة في إطار المبادرة الملكية للتنمية البشرية، والذي كان محكوما بسنة سجن نافذة وسنة أخرى موقوفة التنفيذ. ومن خلال كل هذا نطرح مجموعة من الأسئلة حول عدم تمكن المحاكم المختصة من وضع اليد على المتهمين الرئيسيين المشرفين على أغلب العمليات، هل هو خلل يتضمنه القانون المغربي الذي يستند إليه في إصدار الأحكام في مثل هذه الوقائع؟ أم أن مافيا تهريب خشب الأرز من بركين إلى وجهات متعددة تصل في بعض الأحيان إلى الرباط والدار البيضاء ، توجد فوق القانون ؟ هل قطع شجرة الأرز هو فعل جنائي أم جنحي ، وهل يحظى شجر الأرز بنفس قيمة شجرة النخيل ؟