انطلاقا من دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الداعمة لإرساء مبادئ العدل والإنسانية، وتعزيز قيم ومبادئ التسامح في العالم، والتأكيد على أهمية احترام الأديان والرموز الدينية وعدم الإساءة لها؛ نظم معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، وبرعاية سامية من نائب رئيس البرلمان الأوروبي السيد جيل بارنيو، ندوة دولية حول احترام الأديان والرموز الدينية في دول الاتحاد الأوربي في مدينة ليل (فرنسا) يومي السبت والأحد 7و8 يونيو الجاري. وقد شارك في هذه الندوة عدد من المختصين والأكاديميين ومدراء المراكز الإسلامية في عدد من دول الاتحاد الأوربي، حيث تضمنت الندوة عدة جلسات علمية ناقشت المحاور الأساسية المتمثلة في مبادرات الملك عبدالله حول التعايش ودورها في احترام الرموز الدينية، ودور الدين في تعزيز ثقافة الاعتدال والوسطية، ونحو إطار أوربي مشترك لاحترام الأديان والرموز الدينية، وجهود مراكز الحوار في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان واحترام الحريات، ودور النخب الثقافية والسياسية في تعزيز ثقافة احترام الرموز الدينية، ووسائل الإعلام والدور المرتقب في حفظ وحماية حقوق الإنسان واحترام الرموز الدينية، والمؤسسات التعليمية ودورها في تعزيز احترام الآخر، وأهم العوامل في بناء الشخصية المتدينة والمحترمة للآخر، ومعوقات العمل المشترك لاحترام الرموز الدينية، ونماذج مشرقة من التاريخ الإسلامي لاحترام حقوق الإنسان. وقد خلص المتحدثون إلى توصيات هامة متمثلة في التأكيد على أهمية تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حول التعايش السلمي المشترك وكذا احترام الأديان والرموز الدينية؛ وأهمية الحوار بين الأديان والثقافات باعتباره المدخل الرئيس للتقريب بين الشعوب؛ وتعزيز مبدأ الكرامة الإنسانية، ونبذ التمييز العنصري والطائفية؛ والتوصية بأهمية تعزيز الوسطية الدينية لدى الشباب، والبعد عن التطرف والغلو؛ والتأكيد على حرية الرأي والتعبير، وعدم الإساءة إلى الأديان والرموز الدينية؛ والمطالبة بحفظ حقوق الجماعات في ممارسة الشعائر التعبدية؛ ودعم أسس التواصل الحضاري والإنساني والثقافي بالاحترام المتبادل بين الشعوب، وكفالة الحقوق والحريات؛ وتعزيز قيم التسامح والتعددية الثقافية في المجتمعات الأوربية؛ وتكليف معهد ابن سينا للعلوم الإسلامية بوضع ميثاق أو إطار أوربي حول احترام الأديان والرموز الدينية، لتقديمه مشروعا للاتحاد الأوربي؛ وعقد مؤتمر دولي بالشراكة مع البرلمان الأوربي في شهر فبراير بمناسبة أسبوع الوئام العالمي؛ وتنظيم ورش عمل وندوات علمية بين الباحثين الأوربيين المنصفين من مختلف الأديان لتعزيز الاحترام المتبادل بينهم، والدعوة إلى إصدار كتاب علمي دوري حول القواسم المشتركة لضمان الكرامة الإنسانية، ونشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب، يشارك فيه نخب فكرية غربية منصفة وإسلامية؛ والإفادة من وسائل الإعلام في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وحماية حقوق الإنسان، واحترام الرموز الدينية؛ وفي الأخير توجيه خالص الشكر والتقدير لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ على دعمه وإسهامه في إنجاح هذه الندوة.