شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هجوماً عنيفاً على إيران، واتهمها ب 'عرقلة عملية التسوية' والقيام بدور سلبي تجاه القضية، وقال انها السبب في رفض حماس التوقيع على ورقة المصالحة المصرية، ورفض ان يتم اقتسام الأمن مع حماس، وتطرق للملف السياسي وقال انه لا جديد بشأن عودة المفاوضات مع إسرائيل، ولوح لإمكانية الانسحاب من السلطة اذا أجبرت إسرائيل الفلسطينيين على ذلك بسبب تصرفات يومية. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا' نص الحوار الذي أجرته صحيفة 'الأنباء' الكويتية مع عباس خلال زيارته للكويت، والذي تطرق خلاله لجمله من المواضيع السياسية والداخلية. وحمل عباس كثيراً على إيران بسبب اتهامه لها بالتدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي، وقال في ذات الوقت انه لا يرى أي تدخل لسورية في الوقت الحاضر، في الحوار الفلسطيني الداخلي. وقال الرئيس عباس منتقدا إيران 'السوريون الآن لا يتدخلون والحوار الذي جرى عندهم لم يتدخلوا فيه وكذلك الحوار الذي سيجري، ونحن في الحقيقة نرى أن التدخل السلبي يأتي من إيران وهي التي تعرقل عملية التسوية'. وتابع 'حماس تقول نحن نخضع للفيتو الأمريكي نحن وقعنا على الوثيقة، فالذي يخضع للفيتو الأمريكي أو لأي فيتو آخر لا يتصرف بشكل إيجابي والذي يخضع هو الذي لم يوقع'، متهماً حماس بالخضوع ل' فيتو إيراني'. وأشار الرئيس الفلسطيني الى ان إيران 'لها مصالح في المنطقة ولها تدخلات معروفة'، وأضاف 'نحن لا نريد ان نخفي الشمس بأصابعنا فإيران لها تدخلات في كل المنطقة العربية في الخليج، اليمن، لبنان وفلسطين وكل مكان، وبالتالي هي لها مصلحة في ان تحرك من تستطيع من هذه الأطراف التي ترتبط بها لمصالحها الخاصة'. وتطرق الرئيس عباس إلى اللقاء الذي سيجمع وفدا قياديا من حركة فتح التي يتزعمها مع وفد آخر من حركة حماس، لبحث ملف الأمن آخر ملفات الحوار العالقة الثلاثاء القادم في العاصمة السورية دمشق، وعبر عن أمله في أن تذهب حركة حماس لتوقع الوثيقة المصرية، كونها 'الأساس في كل الحوار'. وأعلن الرئيس عباس صراحة رفضه لإشراك حركة حماس في ملف الأمن، وقال 'مشاركة حماس أمنيا مرفوضة، فكل شيء يمكن أن يكون خاضعا للقسمة، المجلس التشريعي، الحكومة إلا الأمن فلا يمكن إلا أن يكون بيد واحدة ومرجعية واحدة وقيادة واحدة'. وأضاف 'فقصة اقتسام الأمن في غزة والضفة غير مقبولةإطلاقا، وفي حال طرحت حماس ذلك فلن نقبل به'. وتطرق الرئيس عباس إلى ملف التسوية السياسية، وجدد موقفه الرافض للعودة للمفاوضات مع إسرائيل دون وقف الاستيطان، مؤكداً أنه لا جديد في هذا الموضوع، وأن الوسطاء الأمريكيين لم يقدموا أي جديد. وفي سؤال عن الخطة التي وضعتها القيادة الفلسطينية لطرحها على الجامعة العربية هدفها الحصول على اعتراف دولي بفلسطين دولة على حدود العام 1967، قال الرئيس عباس 'هي ليست مبادرة بالمعنى الدقيق وإنما عبارة عن خيارات وأفكار درستها القيادة الفلسطينية وستقدمها تباعا أي بشكل متوال للمجتمع الدولي، حيث نبدأ بوقف الاستيطان والعودة إلى المفاوضات فهذا أول خيار بحيث انه إذا تمت الموافقة على ذلك ندخل في المفاوضات حول قضية الحدود وقضية الأمن، فهذا الخيار الأول وإذا لم ينجح هذا الخيار نذهب إلى الولاياتالمتحدة لنطلب منها التدخل بوضع إطار، ونحن مستعدون لتقديم مشروع إطار وهم يقبلون أو يعدلون، ويقدم لكلا الطرفين كحل نهائي لقضايا المرحلة النهائية وإذا لم ينجح، فهناك خيارات أخرى كمجلس الأمن والجمعية العامة وغيرها من الخيارات'. وأشار الرئيس عباس إلى ان أحد بدائل السلطة يتمثل في أن يطلب مجلس الأمن من دول العالم الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967، وقال 'نحن لن نلجأ لذلك الا إذا اضطررنا وأقفلت كل الأبواب'، ونفى عباس أن يكن قد لوح باستقالته، لكنه قال انه مصمم على عدم الترشح لأي انتخابات رئاسية قادمة، وقال 'هذا الشيء الجازم الذي قلته'. وأضاف 'أما موضوع الانسحاب من السلطة أو غيره، فقد تجبرنا إسرائيل بتصرفاتها اليومية وبقاء الاحتلال على أن نتخذ إجراءات، وهذه لابد أن توافق عليها المؤسسات الفلسطينية'. وعن مدى أمله في إمكانية قياد دولة فلسطينية قال الرئيس عباس 'نحن متشائلون، ولا يزال لدينا أمل في حل قضيتنا ولو لم يكن لدينا أمل كنا تركنا هذه القضية منذ زمن'. وتحدث الرئيس عباس عن الخلاف الذي دب بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية الاستثنائية الأخيرة بمدينة سرت الليبية، وقال 'لم يكن هناك تلاسن بيني وبين الرئيس الأسد وأنا احترمه وبيننا احترام وعلاقات، ولكن هناك خلافا يحصل كأن يقول كلمة لا نراها مناسبة فنرد عليها وهو يرد علينا فهذا يحصل في الاجتماعات العربية والقمم العربية، والرئيس الأسد تحدث عن مجموعة قضايا ورددت من وجهة نظري في هذه القضايا وانتهت القصة عند هذا الحد'.