أدلى المتهم الأول في قضية إفلوسي "كريم بوقاع" خلال الاستماع إليه من طرف هيئة المحكمة الابتدائية لعين السبع يوم الأربعاء 15 مايو بوقائع مثيرة، بخصوص التهم المنسوبة إليه والمتعلقة بالنصب والاحتيال وخيانة الأمانة. واعترف أنه أشرك معه المتهم الثاني في الملف والمسمى "عبد الكريم رحال السولامي" رجل الأعمال والممون المشهور باسم رحال، في مشروع إفلوسي -الذي نفذ في إطار برنامج مقاولتي- لأنه شخصية نافذة ولأن له علاقات جيدة مع مسؤولين كبار بدواليب الدولة المغربية، خاصا بالذكر علاقته بعبد السلام أحيزون، المدير العام لشركة اتصالات المغرب، ووزير التشغيل السابق القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي جمال أغماني. وأضاف المتهم حول تفاصيل فشل المشروع "إفلوسي" بأن عبد الكريم رحال السولامي كان يفاوض ويقرر مع بنك التجاري وفابنك دون أن يخبره بذلك أو أن يعلمه بما يقع، بل يضيف "بوقاع" كان يجبره على توقيع الاتفاقيات مع البنك المذكور، مشيرا إلى ما عرف مؤخرا بمخطط "كيطا/Guetta"، من أجل الاستيلاء على الشبكة بطرق احتيالية. وكشف كريم بوقاع أنه سبق له أن اعتقل بسبب نفوذ شريكه كريم رحال في القضاء، مبرزا أن ثلاث دقائق من التحقيق كانت كافية لإيداعه السجن، في موضوع يحتاج إلى أيام من الاستماع، معترفا أن قاضي التحقيق أخبره صراحة بأن عليه التوقيع على ما طلبه منه شريكه "رحال" وإلا سيكون مصيره السجن. وعبرت هيئة المحكمة والنيابة خلال مجريات الجلسة عن التهم التي وجهها "بوقاع" للقضاة، حيث عبر صراحة رئيس الجلسة في ذات الوقت عن استعداده للانسحاب من الملف إن كان المتهم لا يتق في نزاهة الهيئة. وتجدر الإشارة إلى أن هيئة المحكمة قررت مواصلة الاستماع للمتهم الأول كريم بوقاع في الجلسة التي ستعقدها يوم 5 يونيو، كما ستقوم أيضا بالاستماع للمتهم الثاني المدعو عبد الكريم رحال السولامي وكذا للضحايا، وذلك بعد أن أمضت ما يزيد عن أربع ساعات من الاستماع للمتهم الأول في هذا الملف الذي يعد من النقط السوداء أمام موضوع التشغيل الذاتي بالمغرب، والذي كان سببا مباشرا في إفلاس ما يزيد عن 500 مقاولة وتشريد أصحابها وأسرهم، وذلك بسبب ثقتهم في المشاريع التي تقدم من طرف الدولة في شخص الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات.