بدا عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة التنمية، في ورطة حقيقية حينما ثار في وجهه عدد من الجماهير في مدينة سطات، خلال الكلمة التي ألقاها أمس في مهرجان خطابي لحزبه بمناسبة الانتخابات الجزئية المقبلة، رافعين شعار “ارحل" ومرددين هتافات منددة به وبحكومته. وبدأ بنكيران كلمته بالتأكيد على أن نجاح حزبه جاء نتيجة انتخابات نزيه جسدت إرادة الشعب المغربي، وأن تعيينه وحكومته كان من طرف الملك للمضي في مسار الإصلاح، وتخللت الكلمة عدة انقطاعات بسبب الهتافات العالية التي رددها شباب من الجمهور مطالبين بإسقاط حكومته، ما جعل بنكيران يحاول مواراة انفعاله من خلال رفع صوته، حيث أضافت اللجنة المنظمة للمهرجان الخطابي “ميكروفونا” إضافيا ليمكنه من التغطية على أصوات مناهضيه من الحضور. وقال زعيم حزب المصباح، إنه لا يبالي بالمشوشين ولا بالذين يعملون لحسابهم، معتبرا أن الجماهير “الغفيرة” التي حجت لساحة المهرجان محفزا يدفعه للمضي في مسار الإصلاح، الذي أكد أن حزبه عُرف لدى المواطنين في كل الانتخابات منذ سنة 97، وشكر الشعب على المكانة التي منها لحزبه معددا المقاعد التي أحرزها حزبه في مختلف المحطات الانتخابية، التي عرفت وتيرة تزايدية في كل منها. ونفى عبد الإله بنكيران أن يكون الهدف من زيارته لمدينة سطات هو المقعد الانتخابي، لترتفع الأصوات الغاضبة مجددا بموازاة كلمته التي وجد صعوبة في متابعتها، وكان أعضاء من اللجنة المنظمة يرددون في مكبرات الصوت شعارات لدعمه ومنحه فرصة لترتيب أفكاره نظرا لضغط الجمهور الغاضب، واتهم بنكيران التلفزة والجرائد والمظاهرات “المصطنعة” بحسب قوله، بكونها تنتهج سياسة معادية لحزبه وحكومته بدعم من المفسدين. وأضاف بنكيران، “أنا مجرد مواطن عادي غدا لن أبقى رئيسا للحكومة وسأرجع إلى بيتي أو إلى قبري، إن المستهدف هو أنتم مخاطبا الجمهور، “بغاو فيكم الخدمة انتوما فثرواتكم وفمستقبلكم”، ولهذا يحاول هؤلاء التشويش علينا، لكني أقول لهم إن حمايتنا هي من الشعب المغربي الذي يريدنا”، وقال موجها الخطاب للشباب الذين يهتفون برحيله “عندما يريد الشعب أن أرحل سأرحل، أما أنتم فمجموعة من الشباب الله يهديكم”. وختم زعيم الحزب الإسلامي، بأبيات من شعر أبي القاسم الشابي رددها مع مؤيديه من الجمهور، إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، وضرب للسطاتيين والسطاتيات موعدا يوم الخميس المقبل للتصويت على مرشح حزبه متجاهلا الأصوات التي ارتفعت منددة به.