توفي أخيرا الفنان المغربي المقتدر ابن مدينة أسفي محمد بنبراهيم، وكانت " أسفي اليوم " قد أجرت حوارا مع المرحوم سنة 2010 أثناء تكريمه رحمه الله في أحد الأنشطة الثقافية بأسفي، وسوف نعيد نشره لما تضمنه من مقترحات جريئة وتحدث عن الواقع الفني المغربي بكل تلقائية وبدون خطوط حمراء وإليكم الحوار حوار : حسن أتلاغ * عاهرات بحوزتهن بطاقة الفنان *فنانون دخلوا السجن وآخرون ركبتهم الأمراض *لابد من محاسبة الممثلين المنتجين على أموال الشعب *على الجهات المسؤولة تقنين المجال الفني ليزدهر ويحقق نقلة نوعية *على برلمانيي الأمة التعجيل بالمصادقة على قانون الفنان قال الفنان الكوميدي المغربي محمد بن ابراهيم " إن عاهرات بحوزتهم بطاقة الفنان التي لا دور لها مادام غير الحاصلين عليها ينفردون بالامتيازات والاحتضان "، وأضاف في حوار له مع " أسفي اليوم " صباح اليوم الأربعاء بأحد الفنادق بأسفي أن هناك من الفنانين من يعاني الأمراض المزمنة ومنهم من دخل السجن بسبب نفقة الزوجة ، ومن المنتجين من وقف بالمحاكم بسبب شيكات بدون رصيد لأسباب فنية، مبرزا أن هناك من الممثلين من تحول إلى الإنتاج وفضل التعامل مع سماسرة التلفزيون وشركات تدور في فلكه، فأصبحت لهم أرصدة مهمة في البنوك ولديهم عمارات، وتساءل هذا الفنان المسفيوي الذي سيتم تكريمه اليوم في إطار مهرجان أمواج أسفي " فهل يعقل أن نرى نفس الوجوه خاصة في رمضان لفنانين ، منهم من يستحوذ على ثلاث مواد تلفزيونية ، ولماذا الإقصاء لفنانين قدموا الشيء الكثير في مجال التمثيل مثل عبد الجبار الوزير وعبد الرؤوف وغيرهم ..." ، ودعا إلى محاسبة الممثلين المنتيجين على أموال الشعب التي تلقوها خاصة إذا كان المنتوج رديئا. واعتبر بن براهيم التمثيل مهنة الفقراء و" أصحاب خبز وتاي " على حد تعبيره شأنه شأن كرة القدم، مشيرا أن هذا الفن يعاني من شركات الانتاج تفتقد إلى تقنيين وفناني الديكور وتعتمد على ممثلين دون المستوى بعد أن لهفت مبالغ طائلة من الداعمين دون أخذ بالاعتبار جودة المادة، كما انتقد الممثلين المهاجرين إلى الانتاجات الأجنبية التي تطعن في الهوية الوطنية وتوظف كل ما هو سلبي عن البلد، مفضلا في ذات الوقت أن يبقى غسيلنا داخليا من خلال إنتاجات محلية هادفة. وقال الممثل المغربي " حينما كانت ثريا جبران وزيرة للثقافة كانت امرأة عادية وبسيطة وكان بابها مفتوحا ، ولها طاقم ملم بقضايا الفنانين ومشاكلهم وهمومهم ولولاها بعد الله لما شفيت من المرض الذي كان قد ألم بي ، أما الوزارة الحالية التي لا يمكن إنكار سمعتها الطيبة أغلقت أبوابها " ، وأشار المتحدث نفسه إلى اللجنة التي تختار النصوص الفنية، وانحيازها لأسماء معينة وقال " واش كاين غير الدارالبيضاء والرباط ؟ . وتأسف بنبراهيم للشتات السائد في صفوف الفنانين أنفسهم ، مذكرا أن نقابتهم اجتهدت وحصلت على بعض المكاسب كالتغطية الصحية، راجيا من برلمانيي الأمة التعجيل بالمصادقة على قانون الفنان، وداعيا الجهات المسؤولة إلى تقنين المجال الفني ليزدهر ويحقق نقلة نوعية وما يصبوإليه المغاربة . وانتقد محمد بن براهيم المهرجانات الكبرى التي لا تولي اهتماما لأبناء الوطن، حيث تصرف الملايير على الأجانب في حين يهمل الفنانون المغاربة، فمثلا مهرجان الدارالبيضاء يحتوي على 70 في المائة من الفنانين الخارجيين والباقي اولاد البلاد حسب قول الفنان. أما فيما يخص جديد هذا الممثل الشعبي خلال رمضان المقبل، يتجلى في فيلم " مسحوق الشيطان " لعز العرب العلوي بالقناة الأولى ، بالإضافة إلى فيلم بعالج قضية كرة القدم، من خلال صراع عائلتين الأولى رجاوية والثانية ودادية ، للمخرجة الجديدة " جهان بحار " التي تعتمد حسب قوله على ممثلين كبار ، وأنه قرر خوض التجربة مع هذه الموجة الجديدة. وفي الختام تقدم محمد بن ابراهيم بشكره الجزيل ودعواته الخالصة لصاحب الجلالة محمد السادس على التفاتته المولوية حينما أصيب بن ابراهيم بوعكة صحية، إذ أصبح يحصل على الدواء والتطبيب بالمجان لمدة خمس سنوات، كما شكر كل من نصحه بصدق وجعله يتحول من الشخصية البدوية إلى شخصيات أخرى، ودعا المسؤولين للاهتمام بمدينته أسفي التي يحبها إلى النخاع.