تجسدت سياسة القرب التي يدعو إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله ٬ مرة أخرى ٬ من خلال المشاريع المهيكلة التي أطلقها جلالته٬اليوم السبت بآسفي ٬حاضرة جهة دكالة عبدة٬ والموجهة لتحسين إطار عيش الساكنة الحضرية والقروية ومواكبة التطور الديموغرافي للإقليم. وهكذا أشرف جلالة الملك على إعطاء انطلاقة مشروعين ٬يندرجان في إطار برنامج 2013 لتنمية المنتوجات المجالية بالإقليم والشطر الثاني لمشروع التطهير السائل لآسفي٬ ويتماشيان تماما مع مقاربة التنمية البشرية الشاملة والمستدامة التي أطلقها جلالته. وتروم هذه المشاريع ٬ذات الوقع الاجتماعي القوي٬ تحسين دخل الفلاحين وتطوير مردودية الأراضي الفلاحية المستغلة وحماية البيئة٬ والحد من تلوث المجال البحري لآسفي٬ وتحسين الظروف الصحية للساكنة٬ وكذا تعزيز جاذبية المدينة. ويهم المشروعان المندرجان في إطار برنامج 2013 لتنمية المنتوجات المجالية بالإقليم سلسلتي تربية النحل وانتاج التين. ويتعلق المشروع الأول بتطوير تربية النحل على مستوى 10 جماعات بالإقليم لفائدة أزيد من 260 فلاح. وسيتم في إطاره اقتناء وتوزيع 1500 خلية نحل٬ وبناء وتجهيز وحدة لإنتاج العسل٬ فضلا عن التأطير التقني للأشخاص المستفيدين. ويروم هذا المشروع٬ الذي تبلغ تكلفته الاجمالية 05 ر6 مليون درهم٬ الرفع من إنتاج العسل (من 7 إلى 40 طن) وتحسين دخل الفلاحين ( من 1900 إلى 6200 درهم) وخلق مناصب شغل دائمة. أما المشروع الثاني فيتعلق بتطوير سلسلة انتاج التين على مستوى الجماعات القروية "الصعادلة " و"النكة "و"العمامرة" بغلاف مالي قدره 16 مليون درهم. ويهم هذا المشروع٬ الذي يمتد على مساحة 2100 هكتار والذي سيستفيد منه 2000 فلاح٬ غرس 200 هكتار بشجر التين. وسيمكن المشروع٬بعد اتمام انجازه ٬من الرفع من مردودية الأراضي المستغلة ( من 1 ر 1 إلى 5 ر 2 طن في الهكتار) ٬والرفع من الانتاج (من 1210 إلى 5250 طن)٬ وتحسين دخل الفلاحين (من 1670 درهم إلى 7190 درهم ). ويعزز المشروعان مختلف المبادرات التي اتخذت على مستوى الإقليم في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر٬ بما في ذلك تطوير سلسلتي الزيتون (2010-2014) والكبار (2011- 2016 ). وسيتم في إطار هذا المشروع٬ الذي سيستفيد منه 7800 فلاح والبالغة كلفته 26 ر106 مليون درهم ٬ غرس 4000 هكتار بشجر الزيتون و 5000 هكتار بشجيرات الكبار ٬ وتكثيف إنتاج الزيتون على مساحة 7000 هكتار والكبار على مساحة 4700 هكتار ٬ وبناء وتجهيز أربع وحدات لعصر الزيتون وثلاثة مراكز لتجميع منتوج الكبار. وتجدر الاشارة الى أن العمليات المندرجة في إطار هذا البرنامج تعرف نسبة إنجاز متقدمة جدا . وبهذه المناسبة أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس ٬ أيده الله ٬ على غرس شجرة تين إيذانا بانطلاق عملية غرس 200 هكتار بهذا الصنف من الاشجار المثمرة . بعد ذلك أشرف جلالة الملك على إعطاء انطلاقة الشطر الثاني من مشروع التطهير السائل لآسفي ( 497 مليون درهم)٬والذي يروم تأهيل الشبكة الحالية وتعميم شبكة التطهير السائل وتحسين نسبة الربط بالمدينة. كما يروم الشطر الثاني من هذا المشروع ٬ والذي يعتبر امتدادا للشطر الأول (2010-2013) والذي رصد له غلاف- مالي قدره 250 مليون درهم٬ تجهيز الاحياء التي لم يشملها بعد الربط بشبكة التطهير السائل وكذا مناطق التوسع العمراني بالمدينة٬ ومكافحة الفيضانات والحفاظ على الموارد المائية عن طريق إعادة استعمال المياه المعالجة . ويشمل الشطر الثاني للتطهير السائل لآسفي٬ الذي تشرف عليه الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء (راديس) ٬إنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة تبلغ طاقتها ما يعادل استعمال 316 ألف نسمة٬ ومحطة للضخ وقنوات للتصريف والتجميع. وتعتبر مختلف المشاريع التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ٬ أيده الله ٬ على مستوى إقليم آسفي٬تجسيدا حقيقيا لمفهوم التنمية المجالية المتوازنة٬ وتؤكد ٬ مرة أخرى٬ سير التنمية الحضرية والقروية وفق منحى متواز.