آسفي اليوم :عبدالرحيم اكريطي لم يقف هذه المرة الإهمال والتهميش اللذين تعرفهما العديد من المآثر التاريخية بمدينة آسفي على الخراب والهدم والوضعية المزرية لمختلف الأسوار البرتغالية بل وصل الأمر إلى إقدام الجهات المسؤولة على هذه المآثر التاريخية على طلاء الأسوار البرتغالية المكون لمندوبية الثقافة ودار السلطان بشكل عشوائي بمادة الجير ومنها على الخصوص السور المطل مباشرة على شارع مولاي يوسف،وهو ما أعطى منظرا مستفزا لهذه المعلمة التاريخية التي تتكون من أحجار متينة ذات اللون المائل إلى البني بعدما كان اللون الأصلي لهذه المآثر التاريخية يعطي منظرا جميلا لزوار هذه المدينة الساحلية على طول هذا الشارع. فساكنة المدينة وزوارها فوجؤوا مؤخرا بالأشغال جارية على قدم وساق من قبل مجموعة من العمال في الواجهة الأمامية للسور البرتغالي المتواجد بشارع مولاي يوسف من خلال القيام بعملية طلاءها بمادة الجير،وهو ما جعل منظر هذا السور العريق يتحول بقدر قادر إلى منظر مستفز ومشوه يصعب معه تصنيف هذا السور في كونه يدخل ضمن لائحة المآثر التاريخية التي يزخر بها الإقليم،وهو ما يؤكد أيضا عدم اهتمام الجهات المسؤولة مركزيا بالمآثر التاريخية البرتغالية بالإقليم التي تندثر يوما بعد يوم،بحيث تأكد عدم الاهتمام بالوضعية الراهنة لهذه المآثر التي تبعث على القلق بعدما ظل السور المطل على مقبرة سيدي منصور الذي تهدم منذ شهور عدة جزء منه مهدما دون أن تشمله إلى يومنا هذا أيه ترميمات أوإصلاحات ودون أدنى تدخل من قبل الجهات المسؤولة،وأيضا الهدم والتخريب الذي لحق أحد الأبراج العاتية المكون لقصر البحر المطل مباشرة على مياه بحر المحيط الاطلسي بالرغم من دق ناقوس الخطر منذ سنوات من قبل جمعيات تهتم بشؤون المآثر التاريخية البرتغالية ومن قبل وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية بعدما أصبحت أغلب الأسوار هشة ومرتعا للمتشردين والمتسكعين الذين يظلون يتبولون على جنباتها،ليأتي الدور هذه المرة على منظر هذه الأسوار التاريخية وذلك بإقدام الجهات المسؤولة على طلائها بمادة الجير،وهو ما خلف استياء عميقا في صفوف بعض الجمعيات التي تعنى بالشأن التراثي من خلال التصريح الذي أدلى به لموقع"آسفي اليوم" أحمد النعيمي رئيس جمعية الأمل للمحافظة على المآثر التاريخية والسياحية بآسفي الذي أكد فيه على أنه على إثر الزيارة التفقدية الأخيرة التي قام بها بعض أعضاء الجمعية للمعلمة التاريخية منها الأسوار المتواجدة بالمدينة وبعد المراسلات العديدة التي بعثوا بها إلى الجهات المختصة من أجل ترميم وإعطاء المعلمة ما تستحقه من اهتمام وتقدير لما لعبته من أدوار طلائعية عبر مرور الزمن ولا زالت إلى يومنا هذا تستقطب العديد من الزوار والمعجبين والوافدين من كل أنحاء العالم ولا زالت تعطي للمدينة حظوظا وافرة من الانتعاش والرقي،فقد ارتأت الجمعية إلى إصدار بيان استنكرت فيه ما أصبحت تتعرض له هذه المآثر التاريخية من تهميش ولا مبالاة آخرها الطلاء بمادة الجير الذي شمل الأسوار البرتغالية،مبرزا على أنه من العيب والعار أن يتم طلاء هذه المعالم بهذه المادة التي شوهت منظرها،مطالبا من الجهات المسؤولة القيام بزيارة تفقدية للوقوف على حقيقة الأمور قصد رد الاعتبار لهذه المآثر التاريخية التي يزخر بها إقليمآسفي.